ميسي هناك.. رادوي هنا
هناك وفي مقولة في (نيو كامب) يقدم برشلونة ونجم كرة القدم الأول في العالم الأرجنتيني (اليافع) ميسي عروضا فنية مبهرة تفوق الخيال فتشاهد الأهداف الجميلة والمراوغات الرائعة والتمريرات المتقنة التي تؤكد أنه قادم من كوكب آخر.
ـ الليجا الإسباني محظوظ بأنه احتضن أباطرة الكرة في العالم ويأتي الريال والبرشا صاحبا المبادرة في هذا المضمار وبفضل هذه المنهجية الاحترافية المذهلة تفوق دوري بلاد الأندلس على كل المسابقات في العالم فيحتل المرتبة الأولى بفضل حسن التنظيم وجودة الحكام وكثرة المواهب المقبلة من كل بلاد الدنيا فضلا عن الحضور الجماهيري الرهيب.
ـ النجوم الأرجنتينية وفي مقدمتها ميسي تمثل العمود الفقري للدوري الإسباني فمع زملائهم القادمين من البرازيل يمثلون العملة الصعبة، والغطاء الفني لليجا فبدونهم سينخفض المستوى العام للمسابقة ولن تجد محترفين محترمين قادرين على تقديم المتعة الفنية التي تجبر المشجع للذهاب للملعب ولذا لم يكن غريبا أن يحمل الريال الرقم القياسي في عدد البطولات الأوروبية وينال نادي القرن.
ـ الأرجنتين ونجومها المتواجدة في الأندية الأوروبية الكبرى أمثال ميسي في برشلونة هجوين في الريال، ماسكرانو في ليفربول والتر صامويل في الإنتر، ايجوير في أتليتكو مدريد، قادرون على تكرار إنجازي 1978 و1986 وإعادة أمجاد ماريو كمبس وديجو مارادونا في جنوب إفريقيا 2010 بيد أن المونديال القادم يحتاج من ميسي الذي يعيش أفضل حالاته أن يظهر بنفس المستوى الذي يقدمه مع برشلونة وإذا حدث هذا فإنه سيكون ثالث المعجزات الكروية مع البرازيلي بيليه ومارادونا.
ـ عندما نشاهد إبداعات ميسي في الملاعب الإسبانية والأوروبية نحتاج إلى فترة ليست قصيرة حتى نعود لنتابع (العك) الكروي المقرون بالخشونة المتعمدة المصحوبة بالتصرفات الخارجة عن الروح الرياضية التي دائما يكون بطلها الروماني رادوي فوجوده في أرضية الملعب تسميم للمباريات وعنوان عريض للعنف غير المشروع الذي تضرر منه المنافسون والحكام ولا تدري من سيكون الضحية القادم لكن ما يلفت النظر أن لاعب المحور الشرس يتحول إلى حمل وديع لحظة ارتدائه لشعار منتخب بلاده وقد يكون لمعرفته المسبقة بحجم العقوبة التي ربما تفرض عليه في حالة ممارسته لألعاب خشنة دورا في اختفائها هناك وحضورها هنا.
ـ للمرة الثانية أو الثالثة التي يفلت رادوي من الحصول على عقوبة مشددة فلجنة الانضباط كانت (رحيمة) به إلى أبعد حد رغم أن الإدارة الهلالية مهدت الطريق لها لإصدار عقوبة مقنعة لكن اللجنة التي عاقبت وليد عبدالله، فهد الشمري، وخورخي داسليفا، بعقوبات عنيفة كانت تخشى الصوت العالي وظهور بعض العبارات الخارجة عن آداب الرياضة مثل لجنة الانضباط بحاجة الانضباط فقررت التعامل بمبدأ السلامة وتحمل الانتقادات لمدة أيام قليلة بدلا من سنوات طويلة فقضية سعد بريك ما يزال يستشهد بها رغم مرور أكثر من ربع قرن عليها فبعض أبطالها قضى نحبه وبعضهم ينتظر.
ـ عندما نشاهد إبداعات ميسي هناك وخشونة رادوي هنا فنقول إن أي رياضي سواء إعلامي أو إداري لديه السبب المقنع في الدفاع عن النجم الأرجنتيني فهو يقدم المتعة الكروية لكن من يقنعنا عن الدفاع عن المحور الروماني الذي احترف الركل والرفس والضرب بكل أنواعه لتشوه تصرفاته الحمقاء منافساتنا الكروية ليضطر الكثير من المتابعين للفضائيات للبحث عمن يقدم لهم السعادة بعد أن تأكدوا أن الإثارة ليست فنية في الملاعب السعودية بل إعلامية.. فطوبى للمجادلين.
إلى اللقاء يوم الاثنين المقبل.