حياة كأنها فيلم مقاولات
الحب والجريمة يتشابهان في الواقع والأفلام.. وأحيانًا تسمع عن حكايات حب حقيقية وجرائم إنسانية، يفشل أي كاتب سيناريست تحويلها إلى الشاشة.. وهذه هي الدنيا..
قبل يومين نقلت جريدة "الإمارات اليوم" قصة حب خاطفة، تحولت إلى جريمة بشعة في دبي، وبالطبع وقع القاتل في قبضة الأمن بفضل الكاميرات المزروعة في كل مكان، وراحت الضحية في حال سبيلها..
وتقول التفاصيل، إن مندوب مبيعات من أبناء جلدتنا ـ نحن العرب ـ تعرف على فتاة آسيوية قادمة من آخر القارة الكبيرة في ملهى ليلي، وبدأت بينهما علاقة محرمة، وكانت شقتها الواقعة في منطقة الرفاعة مسرحًا للحب والرذيلة والجريمة.. وبحسب رواية صاحبنا، فإنه وقع في غرامها والتقى بها عدة مرات، وذهب إجازة إلى أهله، وبعد عودته أخذ حبيبة القلب إلى جزر المالديف وقضيا معًا أربعة أيام عسل على تلك الشواطئ الساحلية الساحرة، ينعمان بالهدوء والعزلة وأصوات الأمواج المتلاطمة، عبر حركة المد والجزر فوق مياه المحيط الهادي.. ثم عادا إلى دبي حاملين ذكريات لا تنسى، وبعدها حزمت حقائبها عازمة السفر إلى بلادها لتحل مشكلة تواجهها مع أحد البنوك، وطلبت منه خمسة عشر ألف دولار، وفعلاً وفر المبلغ المطلوب كدين عليها.. وما وجع إلا وجع العين، ولا هم إلا هم الدين..
ويقول المحب الولهان، إنه بدأ يلاحظ معاملة جافة منها عند وصولها إلى أهلها، وصارت تتذمر منه وتحاول تجاهله لكنه تحمل، وحينما عادت إلى دبي عادت حليمة إلى عادتها القديمة، وعادت أيام الود والحب وليالي الأنس، وتعلق بها كثيرًا وأغرقها بالعطايا والهدايا..
ثم طلبت منه ثلاثة عشر ألف درهم لافتتاح صالون خاص، وزعمت أنها ستشركه في المشروع الجديد، وطبعًا صاحبنا دفع بالتي هي أحسن، وطبعًا لم تشركه، فأوجس منها خيفة وبدأ الفصل الأخير، وبدأت شمس الحب تزحف نحو المغيب..
قاطعته وتجاهلت اتصالاته ومكالماته.. ذهب إليها في شقتها في جلسة مصارحة يسألها ويستجوبها لمَ فعلت هذا، وهو الذي قدم لها كل شيء، وقال أيضًا إن بإمكانها إنهاء العلاقة بطريقة راقية دون اختلاق الأعذار والتهرب..
اشتد الحديث، لكنها بكل برود تركت الصالة التي كانا يتحدثان فيها وذهبت لغرفتها، وتركته يأكل في نفسه وكأنه غير موجود.. وحينما خرجت باتجاه الحمام لحقها ولف ذراعه حول رقبتها لمدة دقيقتين، فسقطت تلفظ أنفاسها الأخيرة..
وعندما تيقن بأنها صارت في عداد الموتى، وضعها داخل حقيبة كبيرة وتركها وأخذ نقودها ومجوهراتها ورحل.. ويقول إنه فكر جادًّا في تسليم نفسه للشرطة، لكنه لم يفعل ولم يعد إلى مكان الجريمة..
وبعد أيام دخل رجال الأمن ووضعوا الأغلال على يديه داخل مكان عمله، بعد أن التقطته كاميرات العمارة..
هذه هي القصة القصيرة التي بدأت وانتهت، وكأنها واحدة من أفلام المقاولات.. وما أقسى أن تكون حياتك فيلم مقاولات ليس فيه تفاصيل تستحق الذكر، وترفض أغلب دور السينما الضخمة عرضه للمشاهدين..