الأهلي والهلالونتيجة 12ـ0
الأهلي يهزم الهلال12ـ0 كان هذا عنوان جريدة (البلاد) على صفحتها الرياضية الصادرة يوم 22ـ2ـ1388هـ نقلته إحدى الصحف وعلقت عليه معتبرة إياه وثيقة تؤكد فوز الأهلي على الهلال بهذه النتيجة وتم تداولها عبر بعض المواقع والواتس أب مع الاستهزاء بالهلال وزعامته على اعتبار أنه المعني بالموضوع. المباراة جرت منذ 35عاما وهذا يعني أن جيل اليوم ممن هم في الأربعينيات ودونها يمكن أن يرونها كذلك وهم معذورون إذ لم يعايشوا تلك الفترة، لكن الغريب أن تقوم جريدة معاصرة بنقله من هذا المنطلق في عملية تفتقد للمهنية فهي: ـ إما أن المسؤول لايعرف الحقيقة. ـ أو أنه يعرفها ولكن له مآرب من نشرها بهذه الصورة. وفي كلا الحالين فهي محسوبة عليه. تحليل المباراة كتبه أبومروان وهو الأستاذ علي الرابغي من جيل الرواد الذين سبقونا وتشرفت بمزاملته بضع سنوات مع بداية عملي الصحفي وقرب توديعه وترافقنا في مهمات صحفية خارجية أهمها أول دورة للإعلاميين الرياضيين العرب في بغداد مارس 1978 ولعلي أكتب عنها ذات يوم. أعود لموضوعنا، ففي تلك الفترة كانت هناك عدة أندية تحمل الاسم نفسه أو قريباً منه في مدن المملكة المختلفة مثل الأهلي في جدة، والرياض وبريدة وعنيزة والشباب في الرياض، ومكة وبريدة والوحدة في مكة والخبر وغيرها وكان هناك ناد في جدة اسمه الهلال البحري يضم نجوماً كبيرة انتقل عدد منهم للأهلي من ضمنهم عبدالرزاق أبوداود وأحمدعيد وآخرون، والذي تغير اسمه إلى الثغر بعد قرار دمج بعض الأندية وإلغاء تكرار الاسم الذي صدر في منتصف 1388مما يعني أنه المقصود بالموضوع. أما لماذا ورد الهلال فقط دون البحري فإن التباعد الجغرافي بين المدن وضعف الاتصالات وإقليمية الصحافة إذ أن الصحف لا تصل للمناطق الأخرى إلا في اليوم التالي متأخرة أو بعد يومين لهذا جرت العادة أن يختصر الاسم لأنه مفهوم لدى الجمهور، ففي الرياض كان يقال الأهلي والنصر أو الأهلي والشباب في مبارياتهم دون أن يتم النص على أهلي الرياض وقد هاتفت الصديق علي الرابغي ودار بيننا حديث عن ذلك الزمن الجميل واتفق مع ما ذهبت إليه. إلى جانب ما سبق فإن ما يؤكد أنه الهلال البحري في نظري مايلي: ـ في تحليل المباراة لم يرد أن الهلال من الرياض ولا اسم أي لاعب من الفريقين عدا مسجلي الأهداف. ـ أن قرار الدمج وتغيير مسميات بعض الأندية ومنها الهلال البحري الذي صدر في شعبان 1388 جاء بعد المباراة المذكورة بـ 5 أشهر وليس قبلها. ـ في ذلك العام أخرج الهلال النصر من مسابقة الكأس2ـ0 ثم الأهلي بفارق الضربات الركنية 8ـ3 بعد تعادلهما 1ـ1مما يعني صعوبة خسارته بهذه النتيجة لو تمت المباراة. ـ أن دوري الرياض في ذلك العام انتهى يوم الجمعة 13ـ2ـ1388 بمباراة فاز فيها النصرعلى الهلال2ـ1 أي قبل المباراة المذكورة بأسبوع وسيعقبه تصفيات كأس الملك وغيرها وبالتالي لا مبرر لإقامة مباراة ودية أوغيرها بين الهلال والأهلي مع صعوبة المواصلات، بل ربما كان الدوري قائماً في المنطقة الغربية. لا يهم اسم النادي، فالمباراة تنتهي وتصبح مجرد تاريخ، لكن المهم عدم العبث بهذا التاريخ والمعلومة التي يجب أن تصل لجيل اليوم بلغة صادقة وفي مباراة كهذه مازال بعض أبطالها ومعاصريها موجودين، أعتقد من السهولة الحصول عليها لمن أراد الحقيقة. والله من وراء القصد،،