ثقافة الغوغاء
ـ الهلال مدلل، حتى القانون الرياضي يفصل على مقاس رغبته.
ـ هكذا يأتي التعاطي الإعلامي والجماهيري منذ عقود، فالذين يخفقون كثيراً تجدهم أكثر من يمارس العزف على وتر الاتهام والتشكيك والظلم والذين (ينجحون) في أهدافهم تجدهم في خانة (الضحية).
ـ ثقافة بعض الرياضيين (بليدة) يصيبها الجمود دائماً وغير قابلة لنمو التطوير، مرة يقول أصحابها (الهلال) كارثة الرياضة وتارة أخرى يتناوبون على طرح السؤال أيهما أفضل ماجد النصر أو سامي الهلال فيما المخرجات لاتزال (تعصبية) تؤجج محيط الرياضة وتشوهه.
ـ ماذا جنته الكرة السعودية طيلة السنوات الماضية سوى أنها توقفت على بوابة المتعصبين الذين قادوها إلى الوهن والضعف والانكسار.
ـ وكيف لها أن تنهض في ظل هذه المفاهيم القاسية وفي حضرة هؤلاء وثقافاتهم العدائية ؟
ـ بالأمس الأول تابعت حلقة في برنامج (أكشن) فخيل لي أن المذيع وضيوفه من صنف (المحاربين) وأن القضية التي بين أيديهم تنتظر من يكون بطلاً في الكراهية.
ـ هذا يهاجم النصر والآخر يرد عليه البضاعة بأسوأ منها وفي صورة سوداء لا تمت للإعلام ورسالته ومهنيته بأي صلة.
ـ من السهل أن تنتقص من خصمك لكن من الصعب أن تحظى باحترام المتلقي، هذا الذي قد يصفق لك مرة لكنه في الأخير على كامل اليقين بأن حضورك أمام ناظريه مجرد (كوميديا) مؤقتة تنتهي فصولها بالسخرية.
ـ الأزمة التي نعاني منها هي أزمة إعلام، فالكل يحاول بناء شهرته بالإساءة، بمعنى أن الهلالي لكي يصبح (مشهوراً) ما عليه إلا الانتقاص من النصر والنصراوي من أجل أن يصبح صوته مسموعاً مطالب بأن يجاري خصمه بنفس الوتيرة وهكذا هو الحال في الأهلي والاتحاد.
ـ ببساطة ذاك البرنامج أفتقد حياديته وساهم من خلال مقدمه في تشويه صورة المهنة والعاقل الفطن عندما يتعمق في كيف يدار سيجد الحقيقة ماثلة أمامه، فالمذيع لا يكتفي بجلب المتعصبين البارعين في الثرثرة والإساءات فحسب بل يتعدى ذلك إلى حيث يمنح الضيف (الثابت) محاور الحلقات مبكرا لكي (يذاكر) جيداً فيما يغض الطرف عن البقية حتى يظهرهم بمظهر الأضعف.
ـ كفاية ضحك على المتلقي، فالمتلقي يمتلك اليوم الذكاء والدهاء والقدرة على تصنيف المشهد الإعلامي كاملا بما فيه من برامج ومقالات وحوارات وضيوف.
ـ الليلة يخوض منتخبنا لقاءاً ودياً أمام أستراليا والأمل في أن يكون هذا اللقاء بداية قوية لبناء الأخضر الكبير الذي افتقدناه من سنوات وسلامتكم..