وعي الرياضة المفقود
في المدرجات متعصبون يتجاوزون الخطوط الحمراء، يركلون الأخلاق مثلما يركل اللاعب الكرة وبرغم فداحة تلك التجاوزات نجد الرقم الغالب في إعلامنا الرياضي مساندا للمخطئ على خطئه لا معالجا لجرم ما يرتكب بحق المنافس وحق الأخلاق التي غالبا ما تذهب ضحية لأهواء الميول والتعصب والانتماء الفاضح.
ـ بالأمس عوقب الاتحاد بل إنه تضرر حيث نازل الخصم الإماراتي بمدرجات خالية والسبب الذي أوجد هذه المشكلة فئة محسوبة على الرياضة أفرزت سلوكياتها المفروضة إلى أن أتى القرار قويا ورادعا والمتضرر الاتحاد أولا وأخيرا.
ـ هذه القضية التي تناوب الكل عليها طرحاً وتحليلا لم تكن لتبرز لولا ضعفنا باللوائح والقوانين العقابية التي يعتمد عليها الاتحاد الآسيوي فالنادي والإعلام قبل لم يحسنا هضم تلك اللوائح الأمر الذي أنعكس على الجمهور وبالتالي برزت التجاوزات وبرز العقاب.
ـ هاجمنا الاتحاد القاري قبل أن نقف قليلا لنسأل أنفسنا هل نحن بالفعل ملمين بالأنظمة؟ وهل ما حدث هو بفعل فاعل أم أنه عدل أصاب المتجاوز؟
ـ تألمنا كثيرا وتعاطفنا أكثر مع الاتحاد لكننا لانزال على اعتقاد بأن ما حدث ليس بفعل فاعل بقدرما هو نتاج القصور في الدور والمسؤولية فالأندية السعودية لم تحسن (قراءة) اللوائح وإن أحسنت ذلك فهي لم تحسن تنوير وتوعية جماهيرها ومن هذا المنطلق برزت الفجوة بين كل الأطراف وأصبحنا الحلقة الأضعف قاريا من بين كل المشاركين والسبب في عقولنا لا في قرارتهم.
ـ عندما يتجاوز الجمهور يتم إنذاره أولا وعندما يكررها ثانية يعاقب مالياً أما في الثالثة فالقرار هي منعه من الحضور وحرمان النادي من عشاقه والمحبين لشعاره وهذا ما حدث للاتحاد.
ـ اليوم ليس من المفيد المكوث طويلا أمام تلك العقوبة التي تعرض لها العميد بل في كيف نساهم في تثقيف جماهيرنا بالأنظمة الرسمية وتنويره بتسلسلها وفي كيف نغرس فيه الروح الرياضية التي تبقى هي الأساس المنشود الذي نتمنى تعميمه على مدرجاتنا وعلى كل من يقطنها.
ـ قرار الاتحاد الآسيوي بمنع وحرمان الإتي من جمهوره (ضارة) يجب أن تكون نافعة في قادم الأيام فكما يقولون آخر العلاج الكي والكي الذي تعرض له الاتحاد هذه المرة أوجع وأتعب لكنه في الأخير علاج نافع للبقية الباقية التي عليها الاستفادة من هذا القرار حتى لا تتضرر أنديتها في أي مشاركات قادمة فالآسيوي (لا يرحم) والحاضر هنا يعلم الغائب هناك.
ـ ختاماً هاهي لجنة الحكام تعلن رسمياً إسناد مهمة التحكيم للقاء الأهلي والهلال للعمري ولا نعلم ماذا ستفرزه لنا صافرته؟
ـ العمري جيد لكن قرارته مثار جدل، نتمنى هذه المرة أن يكون على قدر المسؤولية وينجح.. وسلامتكم.