إعلام المدرجات
الخوض في دهاليز الرياضة وشؤونها لا يلغي حقيقة المتعصبين الذين تزايدت أعدادهم ولم يعد بالمقدور السيطرة لا عليهم ولا على ما تنثره أقلامهم وألسنتهم من سوء القول وسواده.
ـ ففي دهاليز الرياضة هنالك (متعصبون) لا يروق لهم المشهد إلا حين يعلنون ميولهم، يقرعون البقية، يتهمون، يشتمون، وكل ذلك مقابل أن يكون لهم حضور في أولويات تلك البرامج الحوارية التي وضعتهم كأساس للترويج أعني الترويج للإثارة المبتذلة الخارجة عن نص المقبول.
ـ أي إعلام يمثله هؤلاء وأي دور تنويري يضطلعون به؟
ـ أسأل وما بعد طرح السؤال لابد من الإشارة إلى أن إعلامنا الرياضي يحتاج اليوم إلى (فلترة) بل يحتاج إلى (تنقية) هذا إن كنا بالفعل ننشد الحضارية ونطلب الود للروح الرياضية التي باتت غائبة بل ميتة بفضل هذه التجاوزات اللفظية التي قدمت المفردة التعصبية على حساب مفردة الوعي والمثالية والانتقادات المهذبة.
ـ لا نختلف على أن لكل منا كيانا رياضيا ينتمي إليه ويحبه ويعشقه لكن هذا لا يعني قبولنا بهؤلاء وبما يطرح من غلو في التعصب فالرياضة هي تهذيب ورقي لا كما ينظر إليها هؤلاء الموتورين المتعصبين (حرب) و(عدائية).
ـ في كل مرة ونحن نتحدث عن جانب التعصب نجد في المقابل (الأرضية) الصلدة التي تحفز عليه، فرئيس النادي يبحث عن الموالين، والمشجع في المدرجات يبحث له عن (شريك) يشاطره التوجه وإن قلت بعض البرامج الرياضية فها هي الشواهد الدامغة تأتي لتؤكد أن الذين يتجاوزون (الخطوط الحمراء) ويثيرون التعصب المقيت ويمارسون (الضرب) بالكلمات باتوا (بضاعتها) المغرية، فهؤلاء لهم رواج، رواج للمقدم والمعد ورواج لفئة (المحتقنين) الذين يقبلون ما لهم ويرفضون ما هو حق للغير.
ـ لن أعمم هكذا طرح على الجميع لقناعتي بأن في الجانب المقابل هنالك فئة راقية رائعة دخلت لهذا الإعلام من الأبواب ولم تدخله من النوافذ ولهذا فالأمل معقود عليها وعلى فكرها لكي يكون هو من يقود الدفة ويسهم ويساهم في بناء الواقع الرياضي الأمثل الذي تسوده وتسكنه الروح الرياضية، فكما قيل الكلمة أبلغ من (الرصاصة)، إما أن نجعلها للبناء، وإما أن نجعلها للهدم، وما بين الوضعين أتمنى أن نرى واقعا إعلاميا مختلفا متزنا واعيا رزينا حتى ننهض برسالته وحتى تنهض به الرياضة وهذه بالطبع ليست معجزة يستحال تحقيقها بل سهلة وميسرة وبسيطة متى ما رأينا قرار الضبط والربط بأيادي الحكماء.. وسلامتكم.