التغيير الأمثل
تعاقبت على رياضتنا الكثير من المراحل .. يبرز الإحفاق في حدث ويتجلى في مناسبة فتتعالى أصوات كل من ينتمي لمجالها منادية بالتغيير مدربين .. لاعبين وحتى على صعيد اللجان، فالكل يفجر غضبه مع وقع الخسارة بمقولة (شيلوا) هذا و(حطوا) ذاك، المهم أن يكون للاخفاق أكثر من ضحية.
ـ مشكلتنا هنا لا تكمن في طبيعة الفوز والخسارة بل تكمن في طبيعة التعامل مع التغيير .. فعلى امتداد عقود ونحن نمارس مفهوم (التغيير) الذي يتركز ويتمحور حول (الأشخاص) وحول (الكراسي) التي يتربعون عليها ما عدا ذلك تبقى أفكارنا على ذات حالها صامدة مستمرة جامدة ولا تقبل ولو حتى من يحاول سلخ جلدها (المريض) بآخر تكسوه (العافية).
ـ على مستوى اللجان التي تعمل اليوم في اتحادنا الموقر قد نتفق على بعضها، كما قد نختلف على بعضها الآخر، ففي معطيات المرحلة التي مضت هنالك لجان تميزت وهنالك أخرى أخفقت وما بين تميز البعض وإخفاق البعض لابد من الاشارة إلى أن الارتقاء بكرة القدم السعودية لن يتم إلا حين نجد هذه اللجان بدءا من التحكيم مرورا بالاحتراف وانتهاء بالانضباط وقد تم (غربلتها) وتنقية أجوائها لكي تظهر بقوة من يقودها بالفكر لا بالاسم أو بالوصاية أو بالواسطة مع أن هذه الأخيرة معضلة مجتمع بأكمله وليست معضلة لجنة بمفردها.
ـ التغيير مطلب ينشده الباحثون عن النجاح وإذا ما تجاوزنا مفهومه (الضيق) إلى حيث معناه الشامل والصحيح فهنا قد نرى الكثير من البوادر على تألق مسابقاتنا المحلية وتألق قرارت لجاننا المختلفة.
ـ أقول هكذا يمكن أن يتولد النجاح والتألق والتفوق أما إذا ما تعمدنا تكرار سلبيات التغيير الذي أحدثته لنا التجارب السابقة فلا أعتقد أننا سنتعايش مع إيجابية منتجة لا لقراراتنا ولا لنتائج كرتنا وبالتالي علينا العمل سريعا على وضع التقييم السليم لكل لجنة عاملة ولكل قرار يختص بها والخروج بعد ذلك بالتعديلات الجذرية سواء في المنظومة كاملة أم في قائمة الأسماء التي تقود دفة المسؤولية وهذا ما نتمناه ونتطلع إليه من منطلق الحرص على دورينا بالدرجة الأولى وبمخرجات مسابقتنا بشكل عام.
ـ لا تهمني الأسماء ولا تعنيني فطالما أن هنالك غاية وهدف ومبدأ فالذي يهمني هو ذاك الذي يهم كل من ينتمي للرياضة .. يهمني الفكر الجيد والعمل المنتج والشخص المحترف الذي يصل للمكان المناسب بقدرته وكفاءته وهذه مسؤولية بل مطلب يحتاج إليه رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد، كما هو نفسه المطلب والضرورة التي يحتاج إليها الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد الذي بكل تأكيد نتمنى أن يقود هذا القطاع الحيوي إلى قمة النجاح..
وسلامتكم.