2014-07-20 | 09:07 مقالات

تحكيمهم وتحكيمنا

مشاركة الخبر      

ـ التحكيم في كرة القدم هو التحكيم لايختلف سوى في بشرة من يحمل صافرته، أما القرار فالقرار واحد مرة يصيب وتارة يخطيء وثالثة يقود إلى الكارثة وإلى ما يكون سببا مباشرا في ترجيح كفة هذا عن كفة ذاك.. وهكذا دواليك.

ـ هذا التحكيم الذي أصبح بالنسبة لنا قضية نجد النظرة والمفهوم والتعامل مختلفة سواء في أوروبا أم سواء في أمريكا الجنوبية، حيث إن هؤلاء يتعاملون مع أي حالة خطأ لحكم أو صافرة أو قرار بعفوية دونما الدخول في تشعبات التفسيرات الظالمة والتأويلات القاسية، وهنا بالطبع تبرز قمة الوعي، تلك القمة التي لانزال نبحث عنها في ثنايا ما تصرح به ألسنتنا وفي ما تدونه وتخطه أقلامنا، فالحكم بشر يخطيء لكن أي خطأ يجب أن يكون التعامل معه كحالة عابرة لا أن يكون التعامل معه كجريمة مقصودة.

ـ في مونديال البرازيل رأينا المأساة وقد حلت على الكثير من المباريات والسبب أخطاء التحكيم لكننا في خضم ذلك لم نسجل ولو حتى تصريح واحد أشار صاحبه إلى أن الحكم (ظالم) يبيع (ضميره) ويتجرد من (أمانته) بل على العكس فكل ما قيل عن تلك الأخطاء مجرد انتقادات وقتية انتهت وماتت في مهد بروزها.

ـ ما أود الوصول إليه أن التحكيم لدينا لايختلف عن التحكيم لديهم، فالحكم السعودي حاله حال أي حكم آخر يخطيء ويصيب لكن الاختلاف هنا يكمن في ثقافة الوعي بحسن النوايا وموضوعية التعاطي مع طبيعة كرة القدم ومبارياتها، فنحن من خلال (المحيط) الرياضي العام (متعصبون) حد الوله.. نحلل ما هو لنا ونحرم ما هو علينا وهذه بالتأكيد النظرة القاصرة التي جرت تحكيمنا إلى هذا الواقع المرير الذي وصل إليه.

ـ بالطبع لايعني التركيز على قصور الوعي الجماهيري والإعلامي والنظرة العاطفية لمنسوبي الأندية تجاه التحكيم تجاهل السلبيات التي برزت وتفاقمت واستمرت سواء مع عمر المهنا أم سواء مع من سبقوه، ففي حصيلة العمل الذي يحيط لجنة الحكام الكثير من الهفوات والكثير من الأخطاء لكن ومن أجل أن تذوب في بوتقة التصحيح علينا أولا الاعتراف بأننا (كمتعصبين) لأنديتنا المفضلة نعد نقطة الارتكاز في ما آلت إليه الأمور، وإذا ما رغبنا في تعديل ذلك فمن المهم أن (نتعلم) من وعي الأوروبيين ومن تعاملهم مع الحكم وصافرته وقراراته، كون هذا الجانب هو بداية الطريق الذي يقود لبناء قضاة للميادين يخطئون مرة ويصيبون مرات..

وسلامتكم.