الهلال .. قمة القمم
- يحتفظ الهلال بقيمته الفنية، قد يخسر في نزال وقد يتوارى في مناسبة وحدث، حاله في ذلك حال كبار من يجيدون اتقان لعبة كرة القدم، أقول قد يخسر وقد يتوارى لكنه عندما يعود إلى مستواه فبوصلة الإبداع لاتشير إلا إلى حيث يحضر هذا الكبير ويقف.
- الهلال كبير بكلما فيه، كبير بتاريخه، كبير ببطولاته، كبير بجماهيريته، كبير بفكره، وطالما أن هذا الكبير يحتضن كل هذه المقومات فمن الطبيعي أن يبقى متفردا على كل منافسيه.
- بالأمس الأول خاض الزعيم الحقيقي مهمته أمام السد القطري فنجح في تعديل طريقه، أبدع وأتقن ولقن خصمه هزيمة للتاريخ وغادر بعدها تاركا حمرة الخجل طاغية على كل من همس وردد وشكك في سداسية النهضة تحت مقولة (هذا فيلم هندي).
- في نزالين سجل الهلال (11) هدفا الواحد يفوق في جماليته الآخر وهي حصيلة مهما اختلفنا حولها أو عليها إلا أن الاتفاق على روعة هذا الفريق العتيق سيبقى سيد الموقف.
- البعض هنا قد يستشهد بوضع الهلال في تلك المسابقات المحلية التي أخفق في تحقيقها، لكن هذا الاستشهاد لايملك الاعتماد عليه كذريعة تدفع بنا للانتقاص من قيمة فنية لاتزال هي الأكثر تأثيرا، فالهلال حتى وإن خسر الدوري وكأس ولي العهد يبقى هو المنافس الأوحد الذي استمر ولم يغب، استمر يقارع ، يصارع الظروف ويصر على أن يحفظ الود لقمته المعهودة التي صنعت منه كل الاستثناء محليا وإقليميا وقاريا كذلك.
- أدرك أن تناول الهلال بين السطر والسطر يثير المحتقنين ويغضب المتعصبين لكنها حقيقة والحقيقة يجب أن تكتب وتقال ولايهون هؤلاء الذين امتهنوا العداء لكل ناجح ومتفوق.
- مبروك هذه العودة القوية التي صاغ لحنها الهلال آسيويا فجدد بها أحقيته بالتأهل والأمل أن يكون الدرس البليغ الذي لقنه للسد القطري الشقيق بداية إيجابية تسهم في استعادة التوازن لحضورنا في هذا الاستحقاق الكبير الذي نتمناه سعوديا.
- أما عن ياسر القحطاني وناصر الشمراني وكل القائمة التي منحت الثقة فكل هؤلاء أظهروا لنا الوجه الجميل في لعبة كرة القدم .. فهؤلاء أبدعوا بالروح الحماسية .. وتألقوا بالتجانس والجماعية والإصرار على تجاوز المهمة فكانت النتيجة موازية لما قدموه طيلة التسعين دقيقة.
- برافو .. هكذا هي عودة الكبار .. فمبروك هذا الانتصار الأزرق ومزيدا من التفوق حتى يضمن كبير الكرة الآسيوية فرصته بالبقاء في دائرة المتنافسين على اللقب والهلال بكل تأكيد جدير بتحقيق ذلك شريطة أن يستمر الفريق على منوال ما أفرزته أقدام نجومه أمام السد القطري.. وسلامتكم.