مسلسل تساقط الكبار
- نسهب كثيرا بلسان المبالغة .. نتحدث عن قوة الهلال والنصر ونقارنها بالقوة المماثلة في الأهلي والاتحاد هكذا لمجرد أن الكل يرغب في أن يتنفس بعمق العاطفة ليفرغ ما في دواخله من التعصب لفريقه المفضل.
- فالكل في هذا الاتجاه بات بارعا في افتعال الصخب والضجيج والثرثرة ما عدا ذلك فالحقيقة تأتي في سياق الاعتراف بأن كبار الكرة لدينا تحولوا من قمة القوة إلى قمة الضعف وباتوا يتساقطون تباعا.
- أي قوة فعلية لكبار الكرة ونحن نرى بأم العين المجردة من العواطف وهم يتسابقون إلى هوة الانكسار بدءا بالهلال مرورا بالاتحاد ووقوفا على حدود الأهلي والشباب ولن أقول النصر على اعتبار أن هذا الفارس يسير في الطريق المختلف ليس لكونه نجح في تحقيق بطولة كأس ولي العهد وتحقيق لقب الدوري بل لكونه بدأ في تحسين مقوماته الفنية والإدارية بالشكل الجيد الذي حضر معه وغاب كليا عن البقية.
- دائما يأتي تقييم العمل من بوابة المدرب واللاعب، ففي ولادة الانكسار الكل إلا من رحم الله يرمي بسهم الانتقاد الحاد لهذا المدرب ولذاك اللاعب وهي النظرة القاصرة، أقول النظرة القاصرة لقناعتي بأن الوضع العام هو ما يفرز النتيجة سواء كانت هذه النتيجة إيجابية في أرقامها أم سلبية في معانيها ومن هذا المنطلق تحديدا أرى أن الوضع العام لهذه الأندية الكبيرة هو من ساهم في تحولها من دائرة القوة إلى دائرة الضعف لاكما يعتقد البعض بأن السبب الكلي يكمن في المدرب والمدرب فقط ، نعم هو جزء من السبب لكنه حتما ليس كل السبب، وإذا ما رغبت الأندية الكبيرة في استعادة قوتها المعهودة والعودة إلى سابق ما كانت عليه فمن المهم أن تقف على حاجز الخطأ لكي تصححه، أما أن تستمر على منوال ما تقوم عليه اليوم فالذي قد يأتي مستقبلا ربما يصل حد الانهيار ماليا وإداريا وكذلك فنيا ونتائجيا، فهذه الأندية التي تمثل المعيار الذي يقيس قوة الكرة السعودية وضعفها دخلت مرحلة الخطر والدليل على ذلك ما نشاهده في مستوياتها ونتائجها فهي بذلك أصبحت تخسر من الأقل منها ولم يعد بمقدورها مجاراة الفرق الصغيرة التي استغلت هذا الضعف وكشفت به حقيقة أين يقف كبار الكرة لدينا وأين يقف طموح المستقبل لها وللقائمين على شؤونها.
- أعيدوا حساباتكم ياهؤلاء حتى لايستمر مسلسل السقوط ولكي لا تتحول هذه الكيانات الكبيرة صاحبة الجماهيرية والتاريخ والبطولات إلى الطريق المظلم، فإما أن تكونوا جادين في تقديم المفيد لها وإما أن تتركوا المهمة لمن يكون جديرا بحملها فكرا ومالا وقرارا .
- ختاما .. محمد كنو في الاتفاق .. عبدالعزيز الجبرين في الرائد مع حارسه الكسار إلى جانب مصطفى بصاص في الأهلي وباجندوح في الاتحاد وسالم الدوسري في الهلال وشائع شراحيلي في النصر يمثلون الصف الأول لإنتاج المواسم الأخيرة من المواهب الكروية المؤهلة لرسم صورة المستقبل الإيجابي لمنتخباتنا.
- هذه الأسماء يجب أن تحظى بالتوجيه قبل الدعم حتى لاتتوارى نجوميتها على غرار من سبقوهم وهي بلا شك مسؤولية إدارية وجماهيرية وإعلامية في آن واحد.. وسلامتكم.