الإعلامي المشجع
- نحتار ونحار في كيف نتعامل مع هؤلاء (المشجعين) الذين تحولوا بقدرة قادر ليكونوا في قائمة من يحلل ويناقش وينتقد.
- ففي وسائل الإعلام الرياضي اليوم تبعثرت كل الأوراق ولم يعد بالمقدور معرفة إلى أين تسير هذه المهنة في وقت باتت فيه السطوة لمن يتهم ويشتم ويغبط الحق وينافح من أجل فريقه المفضل لامن أجل هذه المهنة ورسالتها.
- صخب .. ضجيج .. عداء .. وأصوات بحت والنتيجة التي يتوقف على حدودها العاقل الحصيف تقول من يحمل القلم .. من يتحدث عبر الفضاء هم مجرد (مندوبين) يمثلون أنديتهم المفضلة أكثر من تمثيلهم لهذه المهنة السامية التي تشوهت صورتها بفضل الفرصة التي منحت لغير أهلها.
- كاتب هنا يردح خصمه بأبشع العبارات وآخر هناك يعزف على وتر الشتم وثالث يخلط (عباس على دباس) وبالتالي لاغرابة في أن نرى كل هذا الاحتقان وقد بلغ حده إن لم يكن تجاوزه.
- كرة القدم جميلة بمنافساتها لكننا قفزنا عن هذا الجمال وبات الكل يردح في الكل، هذا يقسو على المنافس لفريقه المفضل وذاك الآخر يبادله بالمثل وهكذا دواليك.
- كتاب تقرأ لهم ومحللون تستمع إليهم فتخرج من بعد القراءة والاستماع وأنت على قناعة بأن (صوت) المشجع وتأثيره وصداه يفوق ويتفوق على (صوت) الإعلامي المهني الذي بات في هذا الزمن عملة نادرة يصعب الحصول عليها.
- هذا الواقع المرير الذي سئمنا من مخرجاته يحتاج إلى وقفة جادة حتى يتبدل بآخر تكون فيه المهنة الإعلامية مصانة، وإذا ما أردنا ذلك فمن المهم أن يتم تحجيم (الإعلامي المشجع) وإعادته إلى المدرجات المخصصة لفريقه المفضل لكي يردح هناك لا أن يردح عبر مساحات إعلامية لها احترامها ولها قدسيتها.
- ليس بالجديد إذا ما تحدثنا عن وقع هذا التعصب ووقع هؤلاء المشجعين في وسائل إعلامنا الرياضي، فما نراه اليوم هو الامتداد الطبيعي لما سبق أن رأيناه بالأمس، فالكل يكمل بعضه وهنا ممكن الخلل، حيث لم نستوعب من تلك المراحل التي عم فيها التعصب وساد وبالتالي هاهي الدائرة تتسع والرقيب غائب لاسيما في تلك البرامج الحوارية المباشرة وفي تلك الصحف الإلكترونية وفي بعض وسائل التواصل الاجتماعي التي تسمع فيها العجب العجاب.
- باختصار أقول مهنة الإعلام الرياضي لاتزال تعاني من نقص فيتامين الوعي والمهنية والحيادية واحترام الكلمة.
- يسألني صديقي هل بمقدور الأهلي أن يكسب بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين ويعوض بذلك إخفاقاته في الدوري وكأس ولي العهد؟
- سؤال لا أملك الإجابة عليه لكنني مع وافر المحبة والتقدير أرسله إلى عيون اللاعبين لعل وعسى أن يكون لهم القدرة على تقديم الجواب الشافي والوافي الذي يأتي إلينا ليقول الأهلي بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين للمرة الثالثة.
- هكذا نتمنى أن تأتي الإجابة حتى نحتفي بهذا الكبير الذي يجب أن يعود لمواصلة ركض الانتصارات وحصد البطولات كما تعودنا عليه وكما عرفناه عبر تاريخه التليد.. وسلامتكم.