عدائية الرياضة
نحب كرة القدم ونهيم بها عشقاً.. نكتب عنها ونغرد حولها .. نعلن الميول ونتباهى بشعارات الانتماء لكننا في نهاية المطاف نجد أنفسنا وقد بلغنا حد العدائية فالبعض بات يردح هنا والبعض الآخر بات يقدح هناك بل إن هذا البعض والبعض تحول إلى دائرة القضاء فئة تشتكي وأخرى تبرر والنتيجة تبقى بين هكذا وضع مأساوية.
ـ الروح الرياضية ماتت بسكين التعصب الذي نحمله وكرة القدم التي تفرز جمال المهارة وروعة الأداء هي الأخرى أضحت اللعبة التي نتناحر بأسبابها، نترك المفيد منها ونركز على القبيح أما لماذا فالإجابة هنا تشير إلى خانة التعصب المقيت الذي زادت أرقامه ولا تزال.
ـ رئيس النادي يشتكي الصحفي والصحفي يعتقد بأنه يمتلك الحصانة على تجاوزاته لتستمر المعاناة وتتخطى دائرتها الضيقة إلى أن تصل حواجز القضاة ومكاتبهم.
ـ إلى متى ونحن نمارس في مجالنا الرياضي أبشع صور التناحر؟ أقول إلى متى ونحن نعادي ونتهم ونشككك ونشتم؟
ـ أسأل وأركز على طرح السؤال العريض بغية البحث عن الطريق الذي يقود إلى وضع الحلول وأعني بالحلول تلك التي تسهم في محاربة التعصب وقتل أي محاولة تستهدف إخراج الرياضة عن أخلاقها ومثالياتها والزج بها في إطار مختلف عنوانه الانتقام والإقصاء والعدائية ورسم الوجه القبيح في منافساتها.
ـ الكل بات متعصباً رئيس النادي .. بعض الإعلام .. غالبية من يقطن المدرجات حيث إن هذه الأطراف جميعا تتحمل تبعات ما وصلنا إليه اليوم.
ـ حتى من يحاول أن يسلك مسلك الحياد يجد نفسه في قائمة (المنبوذين) الذين لا مكان لهم في عقول هؤلاء المتعصبين، ففي واقع رياضتنا النجومية تمنح لمن يتجاوز بعباراته وتعطى لمن يشتمهم بمداده ولسانه أما الذين يناضلون من أجل الارتقاء بالكلمة وذائقة المتلقي والمشجع البسيط في المدرجات فهم في آخر الصفوف.
ـ أي تطور نتطلع إليه ونحن نرى بأم العين المجردة كل هذا العبث وقد ساد مياديننا ومدرجاتنا وعقول المسؤولين عن رياضتنا؟
ـ أي تطور هذا الذي ننشده والكل بات يعادي الكل والتعصب هو العنوان والنتيجة.
ـ أسئلة تفرض علينا في وقت لم نعد نملك فيه القدرة على السيطرة فالعقول متحجرة والوعي مفقود.
ـ في مراحل انقضت من عمر الزمن كان التعصب محصورا في المدرجات وأثناء المباريات فقط، أما اليوم فالذي تبدل وتغير هو شمول هذا الداء المقيت الذي تخطى المدرجات إلى حيث الشارع والبيت والمدرسة وتلك الدوائر التي حولنا مكاتبها وأثقلناها بالكثير من (الشكاوى) وكأن كرة القدم هي ساحة حرب لا ساحة منافسة شريفة وتسلية جميلة.
ـ بقليل من الكلام المكتوب أقول ما نعيشه وتعيشه رياضتنا يتنافى مع أبسط المقومات التي قامت عليها لعبة كرة القدم فنحن وللأسف متهمين في تشويه هذه اللعبة بأساليب ما نفعله من سوء اللفظ والتعامل فهل بعد كل الذي حدث نقف في دائرة محاسبة النفس على تقصيرها؟ أم أننا كالمعتاد سنواصل الردح كلا بطريقته؟
ـ لا أعلم لكنني أتمنى أن نرى واقع الروح الرياضية وقد ساد لينهي واقع (الروح العدائية) التي رسمت السواد القاتم في ميادين ومدرجات وإعلام هذه اللعبة الرائعة.. وسلامتكم.