الفوبيا تعصف بالأهلي
منذ أن عرفت الأهلي وحالة الخوف التي تحيط أركانه لاتزال الرقم البارز في قائمة الأسباب الرئيسية للإخفاق، ففي هذا الأهلي الكل يرتدي ثوب (الخوف) الإداري.. اللاعب.. الإعلامي.. وحتى المشجع البسيط الذي يتوافد على أروقة النادي يومياً يخشى أن يبوح بما يراه وكل ذلك خوفاً واعتقادا من أن ردة الفعل المضادة قد تعصف به وبمن هم حوله لهذا تجده على (الصامت) يرى ويسمع لكنه لا يملك القدرة على أن يقول هنا الخطأ وهذه بحد ذاتها مشكلة أزلية آن الأوان لكي ينتهي زمنها هذا إن كانت الرغبة التي تساير القائمين على شؤون هذا النادي الكبير تستهدف تجاوز مرحلة الإخفاقات المستمرة وصولا إلى مرحلة النجاح المنشود.
ـ صناعة فريق بطل ولاعب نجم تحتاج إلى المناخ الصحي الذي يحتضن كل الأطياف بما فيها تلك التي قد تختلف مع الإدارة أو مع المدرب فطالما أن المصلحة هنا هي مصلحة الكيان فمن المهم أولا أن يصبح الصوت المضاد إن وجد مسموعا أما محاولة الإقصاء والتعاطي مع هذا المحيط العام بمفهوم الرهاب الإداري ففي تصوري أن ذلك سيبقى من أبرز المعوقات التي تعيق تقدم الفريق وتساهم في وضع اللاعب في خانة (الإحباط).
ـ انظروا في طبيعة اللاعب الأهلاوي وفي نمط شخصيته داخل الميدان أو حتى حين يتحدث لوسائل الإعلام ذلك أن أي لمحة نظر عابرة تجاهه ستؤكد أنه يعاني من الفوبيا التي بات أسيراً لها يخشى من زلة اللسان ويخشى حتى من عثرة قدم غير مقصودة.
ـ هذا الخوف وتلك الفوبيا مع بقية المفاهيم الخاطئة التي تفاقمت منذ عقود يجب أن تزول من الفكر الأهلاوي حتى يصبح اللاعب والمشجع والإعلامي متجردا من أي تأويلات قد تفهم بشكلها الخاطئ ومؤثرا في رسم المسار الصحيح الذي يقود إلى التألق والإبداع وتحقيق المنجزات.
ـ الكل يدرك ما قدمه الأمير خالد بن عبدالله تجاه الأهلي نهجا وفكرا ومالا، فهذا الرجل العظيم هو الرقم الصعب في هذا الكيان منذ أن تأسس وحان له الوقت أن يجد كل تلك الوقفات التاريخية التي قدمها وقد أثمرت عن بطولات كبيرة تتلاءم مع حجم الممنوح للفريق، أقول ذلك ورسالتي هنا لكل من منح مسؤولياته الإدارية وأخفق فيها بل وشوهها فالناس عليها الظاهر أما الباطن فلا أحد يعرفه ومن هذا المنطلق اسمحوا لي بأن أشير إلى بعض الأعزاء الذين اجتهدوا لكنهم في السياق نفسه ارتكبوا أبشع الأخطاء وشوهوا بتصرفاتهم كل الحقائق نظرا لأنهم يقدمون صورة نمطية مغايرة عما تم وضعه للنادي من قبل الرمز وهنا مكمن الكارثة.
ـ شخصياً ولكي لا أسهب في هذا الجانب أرى ضرورة أن يكون هنالك جلسات مصارحة وشجاعة من الجميع حتى لا يتفاقم الوضع ويزداد تعقيدا فالأهلي اليوم حتى وإن خسر فرصته في تحقيق بطولة أو بطولتين إلا أنه يبقى في أمس الحاجة لأهله الغيورين، نعم اختلفوا، صارحوا بعض، فطالما أن الهدف هو إنجاح العمل فمن الأولى أن تقبلوا بعضكم البعض، فالوقت اليوم هو وقت المصالحة لا وقت التشتت والانقسام، فهل أنتم لها؟
ـ أتمنى ذلك والله أسأل أن يعدل الوضع السائد بآخر يكون عنوانه قوة الأهلي وتفوقه... وسلامتكم.