برامج الثرثرة
- عانت الكرة السعودية ومنتخباتها ونجومها من عدة عوامل لعل الأبرز من بينها يكمن في تلك البرامج الحوارية التي تسابقت عليها القنوات الفضائية فانعكست بالكثير الكثير من السلبيات على اعتبار أن تلك البرامج لم تهتم بمضمون الكلام الذي يؤسس للمفيد بقدرما اهتمت بنقيضه الذي يؤسس للإثارة المبتذلة التي وصلت حد الشتم، شتم المدرب واللاعب وشتم بقية يتم الزج بهم في ثنايا محور الحديث دونما يكون لها دور لافي توليفة ولافي تخطيط ولاحتى في قرار أو في استشارة حول تنفيذه . - هذه المعاناة التي بعثرت أوراقنا بالأمس نجدها اليوم (ميتة) ومع موتها هاهي كرتنا بدأت تستعيد حضورها الجيد وعلى وجه التحديد منتخبنا الوطني الذي أبدع في مشوار الوصول إلى أستراليا ونجح بالامتياز والسبب في تصوري الشخصي هو غياب عوامل الضغط الإعلامي (المبرمج) سلفا من قبل تلك البرامج الحواري وطبيعة النقاش فيها والتي غالبا ما يتم العزف عليه عمدا بغية التأثير على أي رغبة تستهدف الارتقاء بكرتنا ومنتخباتنا وعن طريق الاختيار المقنن لنوعية الضيوف الذين يمتلكون البراعة الفائقة في جلد الذات وتوزيع الاتهامات الجزاف . - لن أفتح أوراق الماضي وما حفلت به من عبارات وتهم ونقد هو أبعد ما يكون عن الصواب، لكنني في سياق البحث عن الحقيقة أقول هاهو منتخبنا الوطني يحمل اليوم بطاقة التأهل وهاهم نجومه يظهرون لنا في ثوب الثقة والحماس وقوة الإرادة وكل ذلك برز وتجلى كحالة مغايرة عن ما كان هو السائد بالأمس، حيث كان الرقم الغالب من تلك البرامج الحوارية يبحث ويواصل البحث عن تأجيج الجماهير ويحبط معنويات اللاعبين وكل هذا من أجل البحث عن (بطولة) إعلامية وهمية ومرفوضة. - بالطبع للإعلام بكل وسائله حرية تامة ومستقلة في كيفية نقاش وتحليل الوقائع المتعلقة بكرة القدم ونتائجها، لكن هذا لا يمنع من التأكيد على أن تجاوزات البعض في هذه الوسائل فاقت حدها المعقول إلى أن وصلت حدود الهدم لأي بناء أو لأي رغبة في النجاح وهي العوامل والمسببات التي تلاشت في حاضر المرحلة فكان لذلك الدور والأثر في رسم خارطة العودة لكرتنا ومنتخباتنا ونجومنا . - ولكي أنهي مضمون الفكرة بودي أن أشير إلى أننا جميعا معنيون بهذا الاتهام .. الكاتب .. المحلل .. مسؤول الصحيفة .. مقدم البرنامج وبالتالي من الضرورة أن نعدل الوضع بما ينسجم مع هذا (الصمت) الذي بات منتجا لمنتخبنا الوطني ولاعبيه، فهل نفعل ونعمل على تنفيذ ذلك أم أننا على العكس من هذا سنبقى (مبرمجين) في أيادي تلك البرامج الحوارية ؟ - أنا وأنت وهم معنيون بهذا السؤال ومعنيون أكثر بإجابته. - قدم لنا إبراهيم غالب نفسه في مشاركته الرسمية مع المنتخب على طريقة الكبار والكبار جدا . - هذا النجم الواعد يشكل قوة دافعة وداعمة للوسط والدفاع. - إبراهيم غالب تتنامى نجوميته من لقاء إلى آخر وإذا ما استمر على هذا المنوال حتما سيصبح محور الارتكاز الأول في ملاعبنا. - ختاما هي مرحلة وانتهت كما نأمل ونتطلع ونطمح، أما المهم الأهم فهو في كيفية مواصلة بناء المنتخب وتفعيل مستوياته ونتائجه وحماسة لاعبيه وهذا لن يتحقق بالشكل الذي نريد إلا حين نقف جميعا لنأخذ مسؤولياتنا تجاه ذلك ولكن بعين الحب للمنتخب لابعين الحب والانتماء للنادي.. وسلامتكم.