صيتهم عالي ودعمهم صفر
تختلف عضوية الشرف ويختلف دورها وتأثيرها من فئة إلى أخرى، وإن قلت تختلف من حيث أهمية من يحملها ففي هذه المقولة ما يكفي لفرز الغث من السمين، وأعني بذلك العضو الذي يدعم بالملايين ونقيضه الذي يوازيه في المسمى يكسب بريق الشهرة والأضواء وفلاشات الإعلام دونما يقدم من لخزينة النادي الذي شرفه ببطاقة عضويته الشرفية ولو حتى ريال واحد. - ماذا يمكن للأندية أن تستفيد من (عضو شرف) يركض صوب الإعلام ليل نهار، يتحدث، يجتمع، يغرد، يجوب بين القنوات فيما دعمه المالي لايتجاوز الصفر المكعب؟ - من المؤلم أن يصبح الصيت العالي في قلوب الجماهير لهذا العضو المفلس لا إلى ذاك الذي أفنى من عمره الشيء الكثير يدعم بالمال ويدعم بالعمل، أقول من المؤلم أن نرى مثل هذا التماثل المشوه الذي يتساوى فيه من يعمل بالذي لايعمل. - في الأهلي بات الكل يتحدث عن خالد أبوراشد على أنه التاريخ.. ففي كل واجهة يقطنها الجمهور بات هذا الاسم هو البارز الذي يتحدثون عن اسمه بدرجة تفوق اسم رئيس النادي، والسبب هذا (التمدد) الإعلامي الكبير وغير المسبوق للمحامي خالد أبوراشد الذي استخدم فيه الذكاء القانوني بأقل جهد وبأقل تكلفة مثلما هو حال البقية في الأندية الأخرى، الذين بعضهم لايختلف عما يفعله هذا المحامي، فطالما أن الباب ترك مفتوحا لتحقيق مبتغى الشهرة والأضواء على حساب النادي فلاغرابة في أن نرى مثل هذه المشاهد. - مسألة أن تدفع رسوم العضوية وتصبح حاضرا على واجهة الإعلام الرياضي مسألة سهلة من الممكن اتباع طريقتها، لكن هل ذلك هو الهدف المنشود الذي تبحث عنه الأندية أم إنه خلل لابد أن يصحح؟ - اسأل في الوقت الذي نرى فيه البعض وقد تفرغ لتسويق ذاته إعلاميا وعلى حساب أسماء هي كل شيء في هذه الأندية، لكنها أضحت للأسف الشديد على هوامش ذكاء هؤلاء الأعضاء المفلسين الشغوفين بالإعلام وبريقه. - حجموهم واضبطوا عضوية الشرف فالبقاء لمن يحملها حبا للنادي الذي ينتمي إليه لا في من يحملها حبا لذاته. - أما عن التصريح الذي أطلقه الدكتور إسلام العمر، والذي تضمن الإشارة إلى أنه تلقى عرضا من أحد رجال الأعمال من أجل إيقاع الضرر وإيذاء اللاعب ياسر القحطاني فهو الصدمة التي أصابت كل الرياضيين في مقتل. - هل وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة؟ وهل ما أفصح عنه العمر سيمر مرور الكرام أم أنه سيجد المسؤول حاضرا بالقوة التي تتصدى له حتى يصل إلى الحقيقة ويردع كل من تسول له نفسه المساس بأخلاقنا ورياضتنا بذريعة التعصب المقيت؟ - قاتل الله التعصب الذي يقود إلى إيقاع الضرر والأذى بالآخرين.. وسلامتكم.