الكل يبرح لقرصه
ـ نختلف في قراءة المشهد الرياضي، في مباراة، في حدث، في مناسبة فالكل يغني هنا (يغني على ليلاه) والكل هنالك (يبرح لقرصه) فالميول والعاطفة والتعصب للون والشعار والنادي المفضل هو الذي يطغى حتى على حساب الحق والعدل والإنصاف على اعتبار أن الكل في هذا المجال الرياضي الرحب (مهووس بالتعصب).
ـ مهما حاولت أنا وغيري ممن لهم صلة بارياضة أن نضع المبررات لمثل هكذا حالة فالمحاولة لن تصل حد المطلوب والسبب أن المبالغة في حب الذات المتعصبة جدا وصل سقفه الأعلى وبالتالي سيصبح التبرير المستخدم مجرد عبء حتى على المساحة.
ـ لماذا نحن معشر الرياضيين نحلل لأنفسنا وللأندية التي نهواها ما نحرمه على غيرنا؟
ـ سؤال كهذا يتكرر في الموسم الرياضي الواحد ألف مرة، لكننا برغم السؤال وأهميته لم نقف بعد على حدود الجواب فالكل يكابر على ميوله والكل يكابر على تعصبه والكل أيضا يكابر على مبالغته في قراءة المشهد، وما أن يصبح النادي المفضل متضررا سرعان ما تجد الكل من حوله في ثوب (المناضلين) يناضلون دفاعا ليس عن حق أبلج بقدرما هو دفاع عن باطل لجلج.
ـ قد (يسدح) الواعي سؤاله، من يا ترى يتحمل تبعات الوضع المؤلم الذي تعيشه رياضتنا بسبة المبالغة في التعصب وما ينتجه من السلوكيات المرفوضة في مدرجاتنا وعلى ألسنتنا وبين سطورنا وبرامجنا وعقولنا التي لايزال يعشعش عليها هذا الداء الخطير؟
ـ مؤكد أن الأجوبة ستتفاوت في المعنى لكنها في خطها الأخير ستتفق على أن المسؤولية لاتقع على كاهل من يقطن المدرج ولافي من يمثل هذا النادي ومنافسه بل هي مسؤولية يشترك فيها الجميع لأن الجميع هنا وأكرر (متعصب جدا).
ـ نحتاج إلى ثقافة الاعتراف بالخطأ وهذه بالتحديد ضرورة من ضروريات التصحيح التي متى ما وجدت فإنها بذلك سوف تسهم كثيرا في تقليص حدة التعصب والمكابرة وتعديل واقعنا الرياضي بالشكل الذي يتمناه دعاة الوعي لا بالشكل الذي يتمناه دعاة العاطفة والذات المتورمة بداء التعصب المقيت.
ـ أما في صوب غير صوب التعصب فالذي يجب أن يتفهمه العزيز عمر المهنا ولجنته أننا حين ننتقد واقعاً ما يعيشه التحكيم السعودي وبالتحديد في هذه المرحلة فالانتقاد هنا ليس تصيدا أو محاولة تستهدف الإطاحة بهم بقدرما هو البحث عن وضع المخطيء أمام خطئه لعل وعسى أن يستوعب ما يكفيه ليعيد لصافرته القرار الصائب الذي يحقق القبول لدى الجميع.
ـ مشكلة بعض العاملين في لجان الرياضة يفسرون حالة النقد الإعلامي ولكن بطريقة تتماشى فقط مع توجهاتهم، فهم يرون أن هذا الناقد أو ذاك المحلل يستهدفهم قبل أن يستهدف إزالة ترسبات الأخطاء التحكيمية الكوارثية من ملاعبنا أو على الأقل تقليصها والسبب بكل تأكيد حرصهم على البقاء في مواقعهم دون تغيير.
ـ باختصار أقول احسنوا الظن.. اتركوا التأويلات الخاطئة وركزوا على أهمية تعديل الأخطاء التي تساور عملكم، فهذه الأخيرة هي بالتحديد من تجعل الجميع يتفق عليكم كما هي من قد يجعل الجميع يختلف عليكم..
وسلامتكم.