الفوضى مرفوضة
ـ في الرياضة الكل يبحث في مشاهدة المنافسة الرياضية التي تتسم وتمتاز بالأخلاق والاحترام المتبادل، أما استغلال الانتماء لهذا النادي أو ذاك تحت تأثير التعصب المقيت الذي يحدث الفوضى ويساهم في تأجيج المدرجات بمثل تلك الأنواع من أساليب الهمجية والخروج عن النص، فهذا هو المرفوض بأم عينه والذي يحتاج إلى المحاسبة والردع حتى يكون بذلك عبرة لغيره على اعتبار أن رياضة كرة القدم وجدت في الأصل لبث السعادة في النفوس. ـ لن أستشهد بما حدث مؤخرا بين جماهير الأهلي والاتحاد، ولن أضع هذا الطرف في موضع التهمة محاباة للآخر، لكنني بعمومية الطرح أطالب المسؤولين في الأندية كل الأندية بضرورة الإسهام في توعية وتنوير الجماهير بأهمية التمسك بالروح الرياضية والأخلاق والاحترام المتبادل، لأن هذه المقومات هي ما يمكن لها أن تؤسس الغايات المنشودة في ملاعبنا ومدرجاتنا، ومع مسؤولي الأندية وإداراتها هناك دور آخر مرهون بالإعلام الرياضي الذي يجب أن يضطلع بدوره ويقدم عبر مساحاته المتاحة المقروء منها والمرئي ما يمكن له أن يكون هادفا وبناءً للجمهور الرياضي بكافة أطيافه كون ما يقدم عبر هذه الوسائل الإعلامية أراه الانعكاس الطبيعي لما يحدث في الملاعب والميادين المختلفة، وبالتالي فالكل هنا يجب أن يأخذ دوره المسؤول من منطلق الاعتقاد السليم بمفهوم الرياضة وكرة القدم التي يجب أن تجمعنا لا تفرقنا أو تحدث بيننا شرخا كبيرا يصعب علاجه. ـ تعصبوا لمن تريدون.. شجعوا بكل أنواع التشجيع لكن في المقابل عليكم أن تحترموا خصومكم، اقبلوا الخسارة بالابتسامة واقبلوا الفوز بالفرح المثالي الذي يكون الشاهد والدليل على رقي أخلاقكم. ـ كرة القدم ومنازلاتها جميلة متى ما اتسمت بالأخلاق والروح المتبادلة، وقبيحة وتزداد قبحا إذا ما تحولت هذه المنازلات أو تلك اللعبة إلى الاتجاه الذي يخلق العداوات ويرسخها كعنوان بارز بين كل حدث وبين كل مناسبة، فعلينا إذاً الحرص على تنقية الأجواء بالوسائل الممكنة وبحضرة القانون الذي يجب أن يكون حاضرا بقوته وردعه تجاه من تسول له نفسه المساس بهذا المجال أو محاولة تأجيج الصرعات التعصبية المرفوضة في ميادينه. ـ روابط الأندية قد تكون لها في هذا الجانب أدوار مؤثرة بحكم قربها من الشريحة الكبرى للجماهير، وهنا تأتي أهمية وضعها في الواجهة المسؤولة، فرئيس الرابطة يمثل صوتا جيدا قد لايقنع الكثير لكنه قد يسهم في تقليص حدة التوتر إن حدث في المدرجات، ومن هذا المنطلق أقول على النادي أي ناد أن يبادر باختيار رئيس الرابطة تحت مقومات مطلوبة، لعل أهمها قدرته ووعيه وحسن تعامله في بعض الإشكالات التي قد تحدث، فهل تحقق لنا إدارات الأندية اليوم هذا المطلب في وقت بات فيه التعصب المرفوض يزداد والكل أمامه يعاني دونما قدرة على أن يوجد الحلول التي تميته؟ ـ سؤال يطرح بعد الأحداث والمناوشات الأهلاوية الاتحادية، والأمل كل الأمل أن نرى في المستقبل القريب ما يجعلنا نشاهد رياضة كرة قدم جميلة وخالية من تلك الأساليب السوداء التي لايقبل بها قانون ولايقرها عاقل.. وسلامتكم.