2013-09-29 | 08:59 مقالات

نعم للنقد لا للتهمة

مشاركة الخبر      

ـ لا يخلو أي عمل يختص بالرياضة وكرة القدم على وجه التحديد أن يبدأ وينتهي دونما يلامسه الخطأ، فمجال الرياضة حاله كحال أي مجال آخر تجد فيه النجاح والاخفاق، الصواب والخطأ وهكذا دواليك. ـ لن أتشعب كثيرا بعد هذه المقدمة لكنني ببساطة القول أرى واقعنا الرياضي وقد وصل إلى مرحلة فيها من الألم ما يجعلني أطرح السؤال العريض أمامه.. لماذا بات الكل في الرياضة يناقش الأخطاء التي تبرز أمامه سواء لحكم أو لجنة أو قرار تحت بنود (سوء النية والمؤامرة والاتهامات الجزاف) دون مرعاة لأبسط مقومات الانسانية التي يفترض أن تكون حاضرة في أي عملية تختص بنقاش أو قراءة حالة الخطأ. ـ دائما ما نقسو في طروحاتنا، نتهم وندين ونقول ما تمليه علينا عواطفنا الجياشة فمرة نبجل هذا الحكم وتارة نجلده بأبشع عبارات الاتهام وما بين الحالتين نحن كذلك بارعون ولكن في كيف نحلل للفريق الذي ننتمي اليه ما نحرمه على البقية. ـ لا أعتقد ولا أتصور أن هنالك من يحمل الصافرة وفي نيته محاباة هذا الفريق على حساب ظلم يطول منافسه أقول لا أعتقد ولا أتصور حدوث ذلك اعتقادا بإن هذا الحكم لا يقبل بإن يظلم نفسه ويظلم غيره كما هو الاعتقاد بإنني لو كنت أنا أو أنت أو هم في ذات المكان فلا مجال في أن نبخس الحق ونصادره هكذا بكل سهولة. ـ الاخطاء واردة لكن المشكلة ليست في بروز هذه الاخطاء بقدرما تكمن المشكلة في الكيفية التي نتعاطى بها نقاش هذه الاخطاء والتي دائما ما تظهر للجميع في اطار أسود عنوانه التهمة والدخول في الضمائر والذمم وفي أشياء تتنافى جملة وتفصيلا مع ما يقوله لنا ديننا الحنيف. ـ أحسنوا الظن وطلقوا من أذهانكم مثل تلك الانطباعات التعصبية التي لا تستند على حق أو حقيقة بقدرما تستند على الأوهام والأفكار الشيطانية الخاطئة فكل من يحمل مسؤولية في قرار تحكيمي أو قرار إداري في لجنة أو في مجلس اتحاد فهو حتى وإن أخطأ يجب أن نحاكمه بالخطأ لا أن نحاكمه ونحكم عليه في دائرة (أنت هلالي تتعمد هزيمة النصر) و( أهلاوي تحارب الاتحاد) وهكذا. ـ باختصار متى يحين الوقت الذي نرى فيه مثل هذه المفاهيم والثقافات السطحية التي تسيىء في قراءة مشهد الخطأ وقد تلاشى حضورها ؟ ـ اسأل ومع السؤال لابد وأن نحرص على أن تكون لنا وقفة جادة ومسؤولة تجاه اجيالنا الحالية حتى لا تتأثر بمن يرمي التهمة ولا يبالي بمخاطرها. ـ الكلمة اما أن تكون سببا في البناء واما ان تكون معولا للهدم ورياضتنا، نعم تحتاج للنقد الصادق لكنها لا تحتاج للنقد الهادم. ـ فسح المجال أمام 153 ناديا للمشاركة في كأس خادم الحرمين، خطوة إيجابية وموفقة ورائعة وجاءت في الوقت المناسب. ـ فهذا التعديل وتلك الفرصة الكبيرة التي منحت لجميع أندية الوطن الكبيرة والمتوسطة والضعيفة ستنعكس بالايجاب على مستقبل منتخباتنا أولا وأخيرا وسلامتكم.