قوية يا هلال
ـ مسألة أن يكسب الهلال الخصم أيا كان هذا الخصم مسألة طبيعية ففي جعبة التاريخ المحفوظ ما يكفي لتأكيد عراقة هذا الفريق المختلف الذي هو اليوم كالأمس لا يزال متفردا بكلما هو رائد في لعبة كرة القدم، أقول المسألة هنا طبيعية لكن ما ليس بالطبيعي هو ذاك المشهد الأخير الذي تحولت فيه كفة الاتحاد من خانة الفائز بهدفين إلى خانة المهزوم بالخمسة. ـ لعب العميد بروحه ونازل بحماسته سجل وكرر التسجيل لكنه في غضون دقائق من عمر الكلاسيكو المثير تنازل عن كل مكاسبه ليمنحها لخصمه ويغادر مثقلا بخسارة لم تكن في الحسبان. ـ هذا هو الهلال فريق مهما تعددت أمامه الخيارات لا يقبل منها سوى الخيار الذي يمنحه التفوق ويرسم على محيا جماهيره ابتسامة الفرح والفرح الذي تحقق في تلك المواجهة ليس الا شهادة الانصاف لمدرب أجاد ولنجوم أبدعت حتى نالت مراد النقاط وتمسكت بصدارة هي على الدوام من ثوابت الأزرق وأهله. ـ الكل تحدث والكل أفصح عن رأيه ورؤيته أما أنا فالذي مقتنع بحقيقته أن الهلال هو المعيار السليم والصحيح الذي يقيس القوة والضعف ومن يرغب في أن يدرك مكانه ومكانته فما عليه إلا دخول الاختبار ومجابهة الهلال فعندها سيدرك أين يقف. ـ حقيقة يجب أن تقال أما من يكابر عليها أو يمارس القفز إلى حيث الاتجاه البعيد عنها فهذا لا يمكن له أن يصبح مؤتمنا على الكلمة ولا على الرأي على اعتبار أن من يكابر ويقفز عن قول الحقيقة وانصافها لا يعدو سوى متعصب تحركه عواطفه الجياشة والعاطفة الجياشة بالمناسبة هي داء قاتل يفتك بكلمة الحق ويميتها. ـ فنيا لم يكن الاتحاد بالفريق الضعيف فالاتي نازل خصمه بكل قوته وحماسه لكنه في الاخير وجد ندا يرفض الهزيمة، وجد حنكة مدرب وعقلية لاعب وهدير مدرجات كما وجد نجما بحجم البرازيلي نيفيز يمارس ركل كرة القدم على طريقة الكبار ومن يمتلك كل هذه المواصفات فمن البديهي أن يضع الخصم أي خصم في خانة المهزوم. ـ فمبروك للهلال هذا الحضور اللافت ومبروك لمدربه الوطني سامي الجابر الذي لا يزال يقدم لنا نفسه على أنه القادر على قيادة هذا الفريق والوصول به إلى حيث يريد إلى حيث القمة والبطولات فسامي الذي عرفناه لاعبا هو الذي نعرفه اليوم مدربا وما بين سامي اللاعب وسامي المدرب هاهي المخرجات تأتي بالمدلول الكبير الذي يجلنا نصادق على تميزه وتألقه ونجاحه، أما على النقيض فالاسباني بينات بعثر كل الاوراق وقاد فريقه لخسارة مدوية تولدت من عمق أخطاء غريبة عجيبة بداية من اشراك مبروك زايد مرورا بإخراج مختار فلاته وانتهاء بمكابرته على وضع الفريدي على دكة الاحتياط وهي العوامل التي دعمت فوز الهلال وصادرت تفوق الاتحاد. ـ ماذا يمكن للأهلي أن يفعله هذا المساء أمام النهضة؟ ـ سؤال يطرح في الوقت الذي لم يعد بمقدور المحب للأهلي أن يرى لحظة الاخفاق تسبق لحظة الانتصار فهل يكون تيسير الجاسم ورفاقه في الموعد الذي يعلنون فيه المصالحة مع جماهيرهم؟ أتمنى ذلك وسلامتكم.