الأضواء المزيفة
ما أن تطرح قضية تختص بالرياضة إلا وتتكالب عليها ألسنتنا وأقلامنا، فئة تناقش وفئة تحلل في حين تبقى الثالثة على الحياد تترقب النتيجة علها تجد بعد هذا الترقب ولو حتى رأيا عابرا تعتد به هذه الرياضة وتحل به كافة مشاكلها. - في الرياضة وأمام قضاياها المتشعبة دائما ما نتجاوز منطق الاختلاف لنصل إلى حد الخلاف، فالكل بيننا يقاتل من أجل رأيه حتى لو كان هذا الرأي وصاحبه على خطأ. - عاطفيون وإن قلت مكابرون ففي هذه المفردة ما يكفي لصحتها والقبول بها فنحن نناقش بلسان المحب لناديه ونحلل بلغة المتعصبين له ولانقبل أن يكون لنا رأيا أو رؤية محايدة أو منصفة خشية من ردة الفعل التي قد تأتي إلينا أكثر غضبا وأكثر شتما. - من أوصلنا إلى هذا الحد من التعصب ؟ هل طبيعة النادي الذي ننتمي إليه مثلا ؟ أم أنها طبيعة المجتمع ؟ أم أن هناك أشياء أخرى نجهلها في سياق البحث الدؤوب عن الأجوبة. - كثيرا ما كتبنا وكثرا ما تحدثنا عن هذه الإشكالية، وإذا ما قررت اليوم تكرار تناولها بين السطر والحرف والكلمة فالذي أعتقد بصحته أن مثل هذه الإشكالية يجب أن يتوقف على حدودها كل من ينتمي للرياضة حتى يتسنى له تقديم ما يراه من حلول أو مقترحات أو توصيات بشأنها لعل وعسى أن تتلاشى وتذوب وتنتهي على أعتاب مرحلة مغايرة يسود فيها وعي الرياضة لاتعصبها المقيت. - من حق أي رياضي أن ينتمي لفريقه المفضل كما من حق أي قلم ينتمي للإعلام أن يفصح عن ميوله دونما يسيء للبقية وخاصة هذا الأخير الذي يتوجب أن يكون مثالا إيجابيا لمهنته وقدوة حسنة لمن يتابعه أو يتسابق على قراءة ما تخطه أنامله أو يتحدث به لسانه. - اليوم رياضتنا ليست في حاجة لمن يبحث عن (الأضواء المزيفة) بل على النقيض فهذه الرياضة تحتاج إلى جيل يملك الحس الصادق في الاستيعاب كما يحمل القدرة على عكس المعنى الصحيح لها في قالب الوعي والإدراك بالمسؤولية فهل نبدأ من اللحظة في تعديل الكلمة الإعلامية إلى أن تعانق قمة الموضوعية ومثالية الطرح المتزن ؟ أتمنى ذلك مثلما يتمناه معي كل من يبحث عن رياضة كرة قدم (تجمع) لارياضة كرة قدم (تفرق). - منح سامي الجابر كامل الصلاحيات الفنية دونما أي تدخل في عمله. - هذه الخطوة تعد الركيزة الأولى في منهج كرة القدم كونها تتيح لأي مدير فني القيام بما يراه الأنسب سواء في طريقة الخطة أم في طريقة الأداء أم في القائمة التي يراهن عليها لتأدية المهام والواجبات في المباريات وفي كل حدث أو مناسبة أو بطولة. - شخصيا تلاحقني الكثير من الأسئلة: هل سامي سينجح أم أنه إلى طريق الإخفاق أقرب؟ وبما أن هذه اللعبة المجنونة لها ظروفها وحظوظها فمن الصعب اختيار أي من الإجابتين وإن كنت على يقين بأن الوجه الهلال الحقيقي سيعود من بوابة سامي.. وسلامتكم.