السلوك المرفوض
في الرياضة أي سلوك يتنافى مع الدين والمبادئ والأخلاق ويتعارض معها لابد وأن يحارب في مهده حتى لا يتفاقم ويصبح بالتالي ظاهرة مألوفة يتناوب عليها كل من لا يفرق بين المقبول من التصرفات وبين ماهو الممقوت منها. ـ لاعب كرة القدم وعلى وجه التحديد ذاك الذي بلغ قمة النجومية مطالب بأن يكون نموذجا وقدوة حسنة لكل الأجيال، أما أن يمارس بعض التقليعات في اللبس وقصات الشعر وبالشكل الذي يخدش الحياء ويتعارض مع القيم التي عرف بها مجتمعنا ففي هذا التصرف ما يكفينا للمطالبة بضرورة أن يضطلع النادي مع البيت مع البيئة المحيطة ومع اتحاد اللعبة بالدور المعني بالتوجيه والإرشاد وبأي وسيلة تستهدف التنوير كمقدمة تنتهي بإرساء قاعدة قوية لقوانين رادعة إذا ما كانت هذه التصرفات تتجاوز في حضورها منطق القبول بها. ـ لاعب كرة القدم في هذا الزمن قد يلعب دورا مؤثرا على جيل الناشئة يفوق ما يلعبه الأكاديمي في الجامعة كما قد يفوق رجل الدين وطالما أن هذه الحقيقة بارزة الملامح واضحة المشاهد من المهم لنا جميعا أخذ المبادرة في وضع التوجيهات المباشرة لكل لاعب قادم لساحة النجومية حتى لا نخسر أجيالنا ولكي لا تصبح المسألة مسألة تقليد وترسيخ لمثل تلك الممارسات الكثر التي بدأنا نتلمس بعضا منها. ـ بالأمس الأول وعبر ديوانية يو تحدثنا طويلا عن ذلك واتفقنا في النهاية على ضرورة وضع الحلول سواء من المجتمع نفسه أم من النادي ولم نلغ دور الإعلام ورسالته التي يجب أن تكون حاضرة أمام أعين هؤلاء اللاعبين لأننا أولا وأخيرا نطمح في إيجاد بيئة رياضية خالية من الممارسات الخاطئة التي في الغالب تبدأ بعفوية لاعب وتقف عند آخر لا يبالي بعواقبها. ـ في أوروبا هنالك أساطير في لعبة كرة القدم تنازلوا عن أهواء النفس من أجل أن يحافظوا على مشاعر المحبين لهم، فاللاعب النجم ليس ملكاً لنفسه بل ملك لمحبيه وعشاقه ومن هذا الباب هو بالتالي مطالب بأن يحرص على أن يكون رقيباً على تصرفاته وسلوكياته حتى لا يتأثر بالسالب منها هؤلاء المحبون والعاشقون لنجوميته. ـ هذه الحالة التي نراها دائما في أوروبا يجب أن تكون بارزة في ثقافة كل نجم في ملاعبنا فمن أجل أن تلعب الرياضة دورها الصحيح لابد وأن تكون هذه النجومية فاعلة وإيجابية لا عشوائية وسلبية فهل يسمعونني هواة (التقليعات) المرفوضة؟ .. أتمنى ذلك. ـ ها نحن نستقبل العشر الأواخر من رمضان، هذه العشر التي فيها ليلة هي خير من ألف شهر، فاللهم تقبل منا الصيام والقيام واجعلنا ممن رحمتهم وغفرت لهم وأعتقت رقابهم من النار .. اللهم آمين.. وسلامتكم.