2012-12-27 | 07:08 مقالات

ثقافة البطولات

مشاركة الخبر      

في لعبة كرة القدم البطولات هي الغاية كما هي الهدف، وأي فريق يبحث عن غايته وهدفه عليه أولا إيجاد ثقافة البطولة في نفوس وأذهان لاعبيه وإلا فإن كل محاولاته ستتلاشى ويصبح الطريق إلى غاية الهدف المرسوم صعبة ومعقدة. ـ من المؤكد أن مهارة اللاعب وخبرته مع خطة المدرب وبراعته وسائل مهمة لكن برغم الاعتراف بذلك تبقى ثقافة اللاعب من وجهة نظري هي العامل البارز في عملية البحث عن المنجزات والبحث عن منصاتها. ـ هنا ولكي أقنن العبارة بالشكل الذي يكفل إيضاح المعنى أقول على إدارة النادي أي ناد أن تحرص على تهيئة المناخ الملائم الذي تبرز فيه ثقافة اللاعب وهذه التهيئة ليست بالأمر الذي يصعب تحقيقه بل على العكس فهذه التهيئة سهلة ولكن عند من يقتنع بضرورتها. ـ لعبة كرة القدم لعبة جماعية.. للجوانب الفنية واللياقية مثلما للجوانب الإدارية والنفسية، وعندما تكتمل شروط هذه المواصفات المطلوبة في أي ناد أو بالأحرى في أي فريق فهو من خلالها سيجد له موقعاً مهماً في دائرة البطولات والمنصات وفي دائرة المنافسين والمتوجين ببريقها. ـ سنوات بعض الأندية اعتمدت كثيرا على طريقة (حط وشيل)، لكنها برغم كل تلك المحاولات المتكررة والتي استنزفت الجهد والوقت والمال لم تستطع تحقيق المراد واستمرت في خانة الإخفاق والسبب أنها بالغت في هذه الجوانب في حين تجاهلت وقفزت عن أهمية الاهتمام بصقل اللاعب وتنمية مداركه الفكرية والنفسية وفي الأخير وجدت حصيلة الرقم حصيلة سلبية. ـ ثقافة البطولة حالة خاصة من يملك استيعاب دورها وأهميتها حتماً سينجح، ومن يكابر عليها ويسقطها من حساباته الإدارية بالتأكيد سيخفق، ومن هنا أختصر قائلا على إدارات الأندية أن تفكر جلياً في وسائل تنمي هذه الجوانب الخفية التي ظلت غائبة عن اللاعبين وبالتحديد اللاعبين المحليين مما نتج عنه فهم التعاطي الخاطئ مع الاحتراف كون اللاعب بات يفكر فقط في كم يقبض من الملايين لا في كيف يعطي لمهنته ولفريقه ولإدارة ناديه ولجماهيرها. ـ في أي مجال الخطأ إذا ما تكرر فهذا دليل على أن من يحدد القرارات يفكر في غير الاتجاه الصحيح، ومن يكرر الخطأ بالخطأ طبيعي أن يجد أهدافه المرسومة معقدة وغير واضحة المعالم ويصعب الوصول إليها بسهولة. ـ تأهل النصر والهلال ومع هذا التأهل الكل يتساءل هل رياضة كرة القدم السعودية ستكون محظوظة بمواجهتهما في نهائي كأس ولي العهد؟ ـ منذ سنوات ونحن نترقب هذه المهمة ونترقب قوتها وجماليتها داخل الميدان وعلى المدرجات، فالهلال والنصر هما الثنائي الكبير الذي لا يزال يحتفظ بتاريخه وقيمته حتى وإن غابت مواجهتهما على النهائي إلا أننا هذه المرة نترقب لعل وعسى أن تعود المنافسة المفقودة لتأخذ حيز الاهتمام من كل من يعشق كرة القدم وإثارتها. ـ الأهلي هذا المساء يجد نفسه في مواجهة الشباب. ـ مواجهة منتظرة لها حساباتها الخاصة، فلمن يا ترى تكون الكلمة، للأهلي الجريح أم للشباب المنكسر؟ ـ لا أعلم الإجابة، لكنني أعلم أن مسؤولية الفريقين كبيرة في إبراز الجانب المضيء للروح الرياضة.. وسلامتكم.