ساعة مكة
اليوم يستقبل العالم الإسلامي ومن بينه المملكة العربية السعودية اول يوم من أيام شهر رمضان المبارك فكل عام وانتم بخير سائلا المولى القدير ان يتقبل من الجميع صيامهم وقيامهم وصالح أعمالهم وان يبلغنا في هذا الشهر نصر اشقائنا في سوريا على نظام الطاغية بشار الأسد وأعوانه و توحيد صفوف الشعب المصري بكافة أطيافه على قلب رجل واحد ويجمع كلمتهم على الهدى والحق ويحفظهم من كل سوء وان يرد كيد أعداء الإسلام والمسلمين عليهم في نحورهم ، انه سميع مجيب، اللهم امين. -ساعة مكة برنامج مسابقات تلفزيوني سيعرض يوميا من القناة السعودية الاولى قبل أذان المغرب بتوقيت مدينة الرياض وتتلخص فكرة وأهداف البرنامج في رفع مستوى الوعي الثقافي والمعلوماتي لدى المتسابقين والمشاهدين عموما و خلق روح المنافسة الشريفة في مجال القرآن الكريم والسنة من خلال مناقشة وطرح مجموعة من المعلومات المعرفية حول اسماء الله وصفاته وتأمل قصص أنبيائه ، انقل للقارئ الكريم هذه المعلومة كما وردت نصا في جريدة الجزيرة بعدد يوم السبت الماضي. - ما دعاني الى الكتابة عن هذا البرنامج هو توقيت عرضه حيث استرجع ذاكرتي الى بدايات التلفزيون في بلادنا قبل اكثر من خمسين عاما ومع انطلاقة اول برنامج مسابقات يهتم بتشجيع قراءة القرآن الكريم وتفسيره ويقدم في أيام هذا الشهر الفضيل وهو (حكمة اليوم) وكان يقدمه الدكتور محمد صبيحي ويتم بثه بعد صلاة المغرب بتوقيت مكة المكرمة وذلك عقب برنامج الشيخ على الطنطاوي يرحمه الله (على مائدة الإفطار) ومسلسل كوميدي يقدم في هذه الفترة حيث لفت نظري ان القائمين على القناة الاولى السعودية وقناة (mbc)الفضائية قد تخلوا تماما عن توقيت ( مكة المكرمة)في عرض البرامج والمسابقات الدينية كما كان متبع في السابق انما تبدأ قبل وبعد صلاة المغرب بتوقيت مدينة الرياض في حين يفاحأ المشاهد بهجمة كوميدية عنيفة عقب انتهاء صلاة المغرب بالحرم المكي وسيل من الإعلانات وهو ما افقد المشاهد عموما وليس سكان مكة المكرمة وماحولها(الروحانية) التي كانوا يشعرون بها من خلال وجبة موعظة تأتي خفيفة يسهل هضمها وامتصاص فوائدها بصوت وصورة الشيخ العلامة الطنطاوي ولا ادري ماهو(السر) الحقيقي في عدم قدرة التلفزيون السعودي على استقطاب اسم عالم متخصص في العلوم الدينية والاجتماعية ليسد مكان الشيخ على الطنطاوي والذي مازال فارغا منذ وفاته. -انني من خلال هذا الهمس لا اقول اوجه نداء الى المسؤولين عن هاتين القناتين ولكن (اتمنى)منهم العودة من جديد الى (خارطة) البرامج في مواعيد تقديمها حسبما كان متبع على مدى اكثر من أربعين عاما بالتلفزيون السعودي فمن الملاحظ ان كل أنظار المشاهدين في الداخل والخارج تتجه الى ما يقدم في هاتين (الشاشتين) عقب صلاة المغرب بتوقيت مكة المكرمة وهم مجتمعون كأسر على وجبة الافطار ، فلماذا لا يستفاد من هذا التوقيت في تقديم (دعاية)جيدة لبرامج ومسابقات دينية تتلاءم وتنسجم مع روحانية هذا الشهر وموعد زمني يحتاج الى تقديم وجبات خفيفة قابلة للهضم ولا يمنع بعد ذلك تلبية سوق الاعلانات ورغبات المشاهدين في عرض البرامج والمسلسلات الكوميدية كنوع من (الترفيه) المطلوب والمرغوب خاصة ان الفارق الزمني بين صلاتي المغرب والعشاء يسمح بذلك. -في تلفزيونات دول الخليج وغيرها من دول عربية وإسلامية يمثل توقيت(مكة المكرمة) جزءا مهما في اختيار توقيت عرض البرامج وليس ذلك فحسب انما تركز اعلاناتهم على مواعيد بثها بتوقيت مكة المكرمة فلماذا هم ؟!فنحن الاولى بذلك وبهذا الاهتمام فهل من مستحيب أعود مكررا الرجاء ( أتمنى ذلك).