قمة كسر الخشوم
لست من محبذي استخدام وصف (كسر الخشوم) وما شابه هذا الوصف العنيف من عبارات باتت تطلق في المواجهات الكروية المهمة والمثيرة بين فريقين يلتقيان في (ديربي) له حساباته الخاصة تاريخيا وجماهيريا وإعلاميا وبما أنه مصطلح يعبر عن حجم منافسة قوية مرتقبة فيها كسر عظم وخشوم على المستويين الفني والمعنوي فإن مواجهة هذا المساء بين الهلال والنصر بدون أدنى شك ستأخذ هذا التوجه اللغوي المثير جداً في معناه وفي أيضا لهجة تحد أعتقد أنها من خلال قوى متوازية ومتساوية بين الفريقين نستطيع أن نقول اليوم إن قمة (الوسطى) عادت من جديد بعدما غابت سنين لتدهور فني أصاب ( العالمي) منذ حصوله على هذا اللقب الذي نام عليه سنين، وبالتالي تحولت المنافسة إلى أرشيف الذكريات ورؤية غير مقبولة بين فريق صنديد يحقق الانتصارات ويحصد البطولات (المحلية) وفريق ضعيف هزيل من(العيب) أن نضعه في قائمة الكبار ومن الخطأ الجسيم أن نمنح لقاءاته مع منافسه التقليدي لقب (القمة) كما كانت في عهد (الله يرحمه) بكل ما فيه من ماض مشرف ومشرق وجميل. ـ نعم هذه الليلة ينطبق مفهوم روح المنافسة الشريفة والقوية على طرفين كفتهما عناصريا وفنيا ونفسيا متكافئة وبمقدورنا أن نطلق عليها الآن نظريا وعمليا قمة (العاصمة) كوصف تتسم أجواؤها الكروية بمعايير تتمثل في كل ما له علاقة بالمستطيل الأخضر بـ(العدالة) التي تجعلنا من قلوبنا نفرح للفائز ونبارك له وحتى الخاسر سنقدم له التهنئة لأنه شارك في توهج فني أمتعنا بأداء ونجومية مطلقة ليست محصورة على طرف واحد فقط. ـ بمعنى آخر لو أن فريق الهلال كسب المواجهة من خلال (ندية) نصر وفرت له كل المقومات التي لا تختلف عن خصمه اللدود حينذاك سيكون لهذا الفوز عند الهلاليين (طعم) من حق زميلنا مدير المركز الإعلامي عبد الكريم الجاسر أن يتباهى به وبـ(كسر الخشوم) العبارة المحببة إلى نفسه التي كان يستعرض فيها عضلات إعلامي (مفتري) في حالة ضعف الفريق الخصم كذلك الحال بالنسبة للجار (أبوعمر) لن ألومه لو استنجد بصاحبه (سيبويه) وبقوافي شعر تتغنى بالأزرق مصفقاً للمطرب المصري (شعبان الرحيم) وقافية يكررها في كل أغانيه أشبه بقافية سوف (يشاكس) بها الأصفر (العالمي) وذات الشيء ينطبق على همسي حيث من مبدأ رأي(حيادي) سأكتب مقالا أتغزل بفرقة (ياسر) كما تغزلت بها في مواجهة (كسر خشوم) بالفعل كانت أمام الأهلي (وصيف بطل آسيا). ـ أما إن حدث العكس بعودة نصر له صولاته وجولاته في ساحة معركة الأبطال وهو مكتمل الصفوف ليذكرنا بالمقولة الشهيرة للحجاج (متى أضع العمامة تعرفوني) حينها سيكون هناك تعريف جديد في قاموس كرة القدم لمعنى (كسر الخشوم) يتوافق مع ميزان كفتين كشفت (ظلم) الماضي وحاضر يمسح خسائر حتماً سيرفضها التاريخ ماعدا التاريخ الذي له صلة بما يسمى اتحاد (الإحصاء والتاريخ) عفوا اتحاد (الإخفاء والتلبيخ) فهذا نعرف تماماً مدى علاقته بالوهم والوهن فمن خلالهما ( يسبح ويسلخ) ويسجل أرقاما هو المستفيد الأول منها (وافهم يا فهيم). ـ مصطلح كسر الخشوم الذي يحتاج إلى (إحصاء) في عدد مرات ذكره بمقال له مناسبة كروية إن ربطه هذا المساء بتاريخ قد يتجدد أو يتغير فإن نتيجة مواجهة القمة المنتظرة لها حسابات أخرى أيضا مع قمة قريب منها الهلال بينما يزحف لها النصر بانتصار إن تحقق اليوم فله فيها (مآرب) كثيرة، جزء منها لا تقل عن هدية بطولة حتى وإن فشل في نيل لقبها فإن له (آمال) في تقليص (فوارق) في مجموع نقاط (غالية) جداً ستدعو رئيس نادي الهلال إلى إلقاء محاضرة موجهة للاعبين قبل نزولهم لأرضية الملعب يذكرهم بمقولة طارق بن زياد الشهيرة (العدو أمامكم والبحر خلفكم) بمعنى أنه لا خيار للاعبين إن كانوا عازمين على حصد البطولة إلا مواصلة حصد النقاط بدءاً من الليلة، وأي تفريط فإن الموج الأزرق سوف (يغرق) في مياه صفراء تسر الناظرين وبالذات محبيه عبر إنجاز (فرمل) طموح الهلاليين وأحبط أماني موسم كامل.