المندسون في ديربي القارة
كنا إلى عهد قريب جداً خارج إطار تقسيم المدرجات ونظام لم يكن معمولا به في ملاعبنا منذ عرفنا الكرة، حيث كان كل جمهور ناد يعرف مكانه والطريق إليه، والجميع يستمتع بالمباراة وبتشجيع فريقه دون أي مضايقات إلا نادرا، والنادر هذا له ضوابطه سواء من رجال الأمن أو من خلال مشجعين (يلتمون)حول هذا أو ذاك المشجع(المندس) بينهم.. حيث يتم طرده بطريقة(مؤدبة) من خلال هتاف متفق عليه بصوت رجل واحد وهم يرددون(بره على بره)، ومثل هذا الموقف والمشهد المحرج له أمام الجماهير كان كافيا لردعه وردع غيره بعدم تكرار التواجد في مدرجات الجمهور المنافس. -سامح الله من ساهم في(ابتداع) فكرة تقسيم المدرجات وذلك قبل سبعة أعوام في مباراة أقيمت في ملعب الملك فهد بالرياض، بما كان له أثره السلبي إلى انتشارها وتحويلها إلى نظام(حيص بيص) يطبق أحيانا بحذافره وأحيانا كثيرة(مشي حالك)، فسعادة المسؤول عن الملعب إما أن يكون في(إجازة) وكأنه غير موجود(نائم في العسل) وإن كان حاضرا فهو حافظ لـ(الدرس) جيدا بمعلومات مرتبة يتم سردها لوسائل الإعلام أو (تطنيش) لها على اعتبار أنه(ضامن) بأن(عمه جمل) يحميه من أي مساءلة أو عقوبة. -مادعاني إلى استرجاع موضوع تقسيم المدرجات هو تداعيات فكرة أهلاوية لم يكتب لها النجاح على أمل تطبيقها في مواجهتين(آسيوية) في (ديربي القارة) المعروف بالإضافة إلى تداعيات(مضادة) أجبرت إدارة نادي الاتحاد إلى أخذ الحيطة والحذر من جماهير أهلاوية(مندسة)سوف يكون لها وجود في مباراة الغد، لتقاسم الجماهير الاتحادية حقها المشروع في نسبة حددها الاتحاد المنظم لبطولة دوري أبطال آسيا، حيث سبق لهذه النوعية من الجماهير(المندسة) أن اخترقت الأنظمة في نهائي بطولة كأس الملك الموسم ما قبل الماضي واستولت على نسبة كبيرة من مدرجات الدرجة الثانية الشمالية المخصصة لجماهير العميد، وذلك عن طريق دخول الملعب بقمصان اتحادية اللون والشعار، تم افتضاح أمرها عقب نهاية المباراة في فرحة عبرت عنها أثناء خروحها من مواقف السيارات، وهذا مادفع إدارة(الفائز) إلى اتخاذ إجراءات التوزيع(السبعة)التي اتبعتها(ضمانا) لتملأ الجماهير الاتحادية المدرجات حسب النسبة المخصص لها دون أن تتيح للمندسين فرصة اختراق متعمد أهدافه لـ(إضعاف)تشجيع الجماهير الاتحادية لفريقها من خلال حالة(صمت)تسود مدرجاتهم كما حدث في النهائي المذكور آنفا، لهذا فإن أي مشجع تظهر عليه ملامح تثير(الشبهة) حول سكونه سيكون معرضا للطرد بطريقة(مهذبة)جداً تعيدنا إلى أيام زمان وجماهير تردد(بره على بره). -تعمدت أن أضع النقاط على الحروف بشفافية مطلقة تكشف ما آلت إليه عقلية بعض الجماهير من خلال(خداع) تمارسه، وإن قدمت مثالا لحالة تم ضبطها في ذلك النهائي والخوف من عدم تكرارها، فهذا لا يعني عدم وجود أندية أخرى تمارس نفس (التحايل)نتيجة قلة وعي يؤدي بها إلى اغتيال النظام والتعدي على حقوق الآخرين وفق رؤية تدعو إلى(التخريب) بناء على منطق(أناني)لا يهتم إلا بذاته وتحقيق غاياته ولو كان على حساب حق مكتسب للطرف الآخر. -ولكي تتخلص ملاعبنا من هذا السلوك غير الرياضي (المشين) والبعيد كل البعد عن روح المنافسة الشريفة التي يجب أن تسود بين جماهير الأندية وليس اللاعبين فقط، لابد من مشاركة وسائل الإعلام وبالذات المرئية منها للقيام بدور(توعية) لهذه الفئة من الجماهير، وإن كانت البداية ستؤدي إلى نشر(فضائح) ستلاحق (المندسين) عبر كاميرات تطاردهم مثلما طاردت الجمهور الحامل لأجهزة (الليزر) وقضت على جزء كبير منهم كنتيجة جيدة جاءت على إثر تعاون رجال الأمن بالقبض عليهم بعد الإبلاغ عنهم ثم معاقبتهم ..نفس الشيء لو طبق ذلك في مواجهة الغد ومواجهة الإياب فإن أي جمهور سيدرك حدوده تماماً وبالتالي سيخضع ب(الطيب أو البطال) لقاعدة نظام لن يحيد عنه أو محاولة العبث به.