المنقذ ومرحلة (إنقاذ) مختلفة
من منا في الوسطين الرياضي والإعلامي لا يحب رئيس أعضاء شرف نادي الاتحاد الفخري الأمير طلال بن منصور أو (يختلف) حول شخصية كونت لها مكانة كبيرة في قلوب الرياضيين والإعلاميين عموماً؟ حتى عندما يأتي الحديث عن العلاقة (الحميمة) التي تربط الاتحاديين به فأنت في هذه الحالة تتحدث عن (رمز) حقيقي فرض (محبته) ببساطته وتواضعه وسمو خلقه وإخلاص لا حدود له لعشقه الأول الاتحاد، وليس عن طريق التباهي والتفاخر بما قدمه للاتحاد من جهود جبارة بذلها عبر تضحيات من وقته وماله وصحته في سبيل (المحافظة) على بقاء (العميد) شامخا رغماً عن أنوف من كانوا يسعون إلى (تدميره) وليس أيضا من خلال الظهور (الإعلامي) بهدف بلوغ مكاسب شخصية له في مجال (البزنس) الذي يعمل فيه أو رغبة منه بالحصول على (هيلمة) جماهيرية ترمي إلى أن يصبح الولاء والانتماء لشخصه وليس للكيان. ـ لهذا لم يكن (مستغربا) ظهور الأمير طلال بن منصور في الأفق من جديد في هذه المرحلة (منقذاً) له من (أزمة) يمر بها كخطوة يقدم عليها للمرة (الثانية) عقب اختفاء طويل له بسبب ظروفه الصحية من جهة ومن جهة أخرى لـ(ثقته) بأن الاتحاد مهما واجه من صعاب ومشاكل خارجية وجحود من محبيه فإن هناك من يشاركه نفس الإخلاص لهذا الكيان ليتولى مهمة رعايته ودعمه والاهتمام به مثلما شاهد ولمس الجميع الدور الكبير الذي قام به العضو (الداعم) عبدالمحسن آل الشيخ على مدى (17) عاما حيث نقل الاتحاد نقلة نوعية في مسيرة حافلة بالإنجازات أوصلته لمنصات البطولات (القارية) وأيضا إلى (العالمية) والذي والحق يقال إن كلتا الشخصيتين (تتفقان) في كثير من الصفات المرتبطة بكيان يتشرفان بالانتماء إليه وخدمته بعيدة كل البعد عن (النرجسية) وذاتية (الأنا) القاتلة و(المدمرة). ـ لكم أن تتصوروا المرحلة الأولى التي ظهر فيها الأمير طلال بن منصور (منقذا) للاتحاد كيف وأين سيكون العميد في خارطة الكرة السعودية وأنديتها لو لم يكن له وجود؟ أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال معروفة تتلخص في كلمة (انهيار) تام للكيان الاتحادي، نفس الشيء فيما يخص (الرمز) الآخر العضو الداعم لو ظل الاتحاد (رهيناً) لأعضاء شرف أوضاعهم المالية لا تسمح لهم بدعم مادي يقدمونه إلا بـ(القطارة) لا يزيد في مجمله عن (50) ألف ريال في السنة هل كانت الجماهيرالاتحادية سوف (تتغنى) بهذا الكم من البطولات المحلية والخارجية وهل سيسمعون تلك المبالغ (الخالية) التي دفعت في شراء نجوم عالميين في كرة القدم ولاعبين سعوديين (متميزين) من أندية أخرى، وهل كان هناك من اتحاديين سوف (يجرأون) على ترشيح أنفسهم لرئاسة الاتحاد لولا علمهم المسبق بمن سيكون (داعما) لهم؟..أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال باتت معروفة أيضا للجميع عقب ابتعاد الشيخ عبدالمحسن آل الشيخ عن الاتحاد بعد خروجه من البطولة الآسيوية في دور الأربعة في بداية هذا الموسم. ـ ومن منطلق هذا العشق الاتحادي وأدوار يتبادل القيام بها (المخلصون) فإن تواجد الأمير طلال بن منصور في هذا التوقيت بالذات الذي تزامن مع تولي أحد أبرز أصدقائه المقربين جداً إليه اللواء محمد بن داخل لابد أن يكون له توجه آخر مختلف تماماً عن مرحلة الإنقاذ (الأولى) بحكم وجود اختلاف كبير بين المرحلتين ولعل الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها (أبو طلال) في تجربة سنة (أولى) له كافية بأن تعطي الأمير (المنقذ) رؤية كاملة بأن لا يذهب هو الآخر ضحية (فكر) مازال غير مستوعب أن الاتحاد الآن يمر بمرحلة انتقالية مختلفة لا تستحمل بأي حال من الأحوال خطوات (انفعالية) وقرارات (ارتجالية) وهو خير من يدرك نتائج (دروس) مؤلمة عاش مرارتها لا أظنها غائبة عن ذاكرته، فالمؤمن يا أبا منصور (لا يلدغ من جحر مرتين).. وللحديث بقية.