2010-02-05 | 18:00 مقالات

حلوها

مشاركة الخبر      

حرفان أشبه بثلاثة توائم في صورة تشابههم (شكليا) يلتقيان في كلمة واحدة فمن النظرة الأولى لا تستطيع أن تفرق بينهم إلا إذا اقتربت منهم ودققت ملياً حيث إنك حينها ستلاحظ وجود فروقات تكتشف خفاياها الحقيقية في معاني مختلفة وتستمتع بهذه الفروقات عبر لغة جميلة على مستوى السمع والنطق وتهجئة تعيدك إلى أيام الطفولة البريئة في بداية (فك الحرف) ومدرس في سنة أولى يطلب من طلابه الصغار أن يرددوا معه (ألف باء) فتحة باء.
ـ عقب معرفتي بقرار (لجنة الانضباط) تجاه لاعب نادي الاتحاد (المحترف) في صفوفه هشام أبوشروان بإيقافه مباراة واحدة عقب ما صدر منه من سوء سلوك في مباراة فريقه أمام الفريق الوحداوي وعقب مشاهدتي للقطة التلفزيونية التي بموجبها اتخذ القرار تسابقت إلى لساني كلمة (حلوها) حيث خرجت من فمي وكأني من صدمة القرار لم أجد لفظاً يعبر عن حالة الدهشة التي أصابت (مخيخي) إلا كلمة (حلوها).
ـ قد يفهم المعنى الذي أرمي إليه هو البحث عن (حل) مجد لهذه اللجنة وقرارات تذكرنا بـ (أبو كلبشة) في مسلسل (صح النوم) أو الاتجاه إلى رغبة جماعية يتفق عليها مسوؤلو الأندية والنقاد بضرورة (حل) هذه اللجنة وبالتالي (إحلال) البديل الأفضل بعدما أثبتت (فشلها) الذريع عن طريق (حقائق) دامغة قدمت عبر وسائل الإعلام من خلال خطاب إعلامي صادر من أندية (بح) صوت القائمين عليها و(جفت) حبر أقلام مكاتبهم وهم يصرخون لو سمحتم (شوفوا لنا حل مع هذه اللجنة) وكأنهم يقولون على قلب رجل واحد (حلوها وريحوهم وريحونا).
ـ طبعا هذا أقرب وأفضل الحلول الممكنة وقد أجد نفسي (متعاطفا) مؤيدا بلا حدود لاتخاذ مثل هذا القرار ولكن من خبرة السنين وتجارب لجان أخرى (عد واغلط) وقرارات (شيل وحط) هل تغير شيئا.. لا نضحك على بعض.. (الحال هو نفس الحال) وإن لم يكن (أسوأ) للأسف الشديد فعلى الرغم من تغير الأسماء إلا أن الفكر واحد والأخطاء تتكرر أكثر وأكثر والوضع أصبح من خلال واقع مرير يدل على أننا ندور في حلقة مفرغة وعندما استخدم لفظ (إننا) بلغة الجماعة فذلك لأننا لن نجد ولن نساهم في أي (حل).
ـ لهذا لست مع من يطالب بـ(حل) لجنة السرحاني ولا بـ(بإحلال) البديل (فكل محصل بعضه) ولن أدعو إلى من يقدم (الحلول) الناجعة فقد مللت ومعي مل المتلقي والجمهور عامة من أسطوانات مشروخة.