2012-10-25 | 06:53 مقالات

شكراً .. ثقّف نفسك

مشاركة الخبر      

تحت إلحاح من يطلب منك "لايك" في فيس بوك، أو الضغط على أيقونة "أعجبني"، تتابين وترفض وتقبل وتسأل لماذا يستحلفك بالله أن تقرأ؟ فيما الرغبة التصفح وقد الاطلاع السريع لتأتي المصادفة الملزمة بالتوقف تحت طائلة الذمّة أو أن تضغط على ما رأيته خارج سياق رغبتك ولو من باب الفضول " أعجبني"، ولا أقصد مطلقاً، أن "تسّبح" أو أن "تصلي على الرسول" ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين وسلم ـ ومطالب أخرى هدفها الدال على الخير وفاعله من حسنات سهلة تقوم على جمعها فيما تتصفح، ولا تتردد في أن تضع "لايك" في جانب خيّر، ولكنك في خانة أخرى تشعر بأن هناك من الطرق ـ ما أجمل ـ من أن تُستهدف أمانتك أو ذمتك، أو حتى ما قد لا ترغب الإعجاب به وبذات عبارة "أعجبني" التي تذهب إلى ما ليس الدين، وقد تخالف وعيك، وفهمك للأشياء، ويجعلك تردد: "لا تقحموا الدين في ما ليس الدين" ولكنك تخشى "إن استحلفت" فتضغط أيقونة التأييد هذه، وهذا ليس المقال، فقد وضعت ذات العبارة قبل كتابة هذا المقال على عدة قراءات وجمل قصيرة وصور وأبيات شعر، ولكني في الأخير "لم أستحلف"، ولم تقع ذمتي تحت تطويع إرادة من آخر ما يجمعني معجب، فيما أقرأ عليك هذه ـ الحكاية ـ المنقولة من فيس بوك وقد وضعت عليها إعجابي، الهدف جودة اختيار الموضوع هناك وقد لم يقرأ هنا مع حفظ حقوق ـ الحكاية ـ التي ستقرأها ـ لمؤسسة ثقف نفسك وفريق عملها الذي ينشط في هذا الجانب التنويري على فيس بوك تحت نشر المفيد في جانب تثقيفي بحت ـ ولا أستحلفك بالله أن تفعل. تقول الحكاية وفق سياق ـ ما فهمت: "إن رئيس شركة عمل بجد واجتهاد على تأسيسها حتى كبرت وأصبحت الناجحة، وبلغ من التعب درجات دفعته لأن يجتمع مع فريق العمل في هذه الشركة ليعلن عليهم خبر أن يستقيل، وأن يرشح أحد عناصر فريق العمل ليكون البديل له، ولكنه آثر أن يُدخل جميع الفريق في حالة اختبار واحدة، ومن يتفوق فيها سيكون الرئيس، قدم الرئيس لكافة المتسابقين مادة الاختبار وهي عبارة عن "بذرة" صغيرة ليقوم المتسابق على زراعتها والعناية بها، وحالما تكبر يقوم بإحضارها للشركة التي ستجمع كافة "ما نبتت من زهرة " ويقوم على انتقاء الأجمل ليظفر برئاسة الشركة، بين الموظفين المتسابقين شخص يدعى ـ ناصر ـ تلقى بدوره البذرة وذهب بها كبقية الموظفين المتسابقين للمنزل، وزرعها في مركن، بعد أن هيأ لها المكان المناسب الذي تنمو فيه أسرع، وظل يتفقدها، ولكنها لم تنمو، فحزن، وقال لزوجته ماذا أفعل؟ طلبت منه أن يواصل الاعتناء بالبذرة، فلم تنمو، قال ناصر لزوجته: سأقوم بشراء زهرة جاهزة، فقد اقترب موعد سباق كرسي الرئاسة، قالت له الزوجة: لا تفعل، عليك أن تذهب بالمركن وتبلغ الحقيقة للرئيس خلال فرز النتيجة، وعندما ذهب ناصر بالمركن للشركة وجد "أزهار" بقية الزملاء جاهزة وحزن، بل خجل مما أحضر. دخل الرئيس وقال: هل أنجزتم الزهرة؟ قالوا نعم، قال سنرى من زهرته الأجمل، ونعلن الرئيس الجديد لكم، سار قليلا ثم توقف لدى مركن ناصر، تلك البذرة التي لم تنمو وقال له: أنت الرئيس، صدم بقية المتسابقين، ولكي يؤكد لهم خسارتهم بالفعل، قال: كانت البذور التي قدمتها لكم ـ عقيمة لاتنمو ـ فكيف أصبحت الأزهار لديكم؟ ناصر رعى بذرته الصغيرة بأمانة، وأعادها بأمانة، وحافظ عليها وعلى ما تم استئمانه عليه، ولو كانت البذرة الصغيرة، ولذا استأمنته على ما أكبر ويقصد الشركة ".. " وبس".. شكراً "ثقف نفسك".. كل عام والجميع في خير وسعادة.. مودتي. مدير التحرير Alialsharef222@yahoo.com