2011-10-17 | 18:00 مقالات

بيادق مارادونا

مشاركة الخبر      

يمارس دييجو أرماندو مارادونا جنوناً مختلفاً هذه المرة, ولن أتحدث عنه كمدير فني كوني لا أؤمن به, فيما أصر على أنه ـ أينشتاين ـ كرة القدم عندما يظهر لها محاسن موهبته, فهو يكتشف كيف تسقط في كل مرة, وبالتالي أوجد له عبر تاريخه الضخم جداً ـ كلاعب ـ صيغة مختلفة في كيف يعبر, فهو يقرأ نقاط عدم اتزان الخصم ويمر في ذهول يجبرك على أن تكون من أنصار كرة القدم, وحتى هذه التوطئة أتذكره كقطعة سكر, لكنه ما أن ترك ذلك حتى يتحول للمدير الفني أو لمن يحرك البيادق في قطع الشطرنج ارتبك, ولم يعد صاحبي, كون دور التنظير الذي يؤديه لا يبرع فيه كمارادونا فيما يطلق الرصاص الآن في كل صوب, وهذا ليس انتقاداً فهو أكبر من ذلك وفق كم كبير من فهمه للعملية الرياضية, ولكنه يرسب كمدير فيما ينجح كلاعب, ويحشد الأنصار بقدميه أكثر من طائلة لسانه, وبالتالي توقفت لدى آخر تصريح له بثته (أ ف ب), وهو يطالب بأن يكون اللاعب الإماراتي متفرغاً, ويدعو قيادات الشرطة والجيش هناك لحضور المباريات ويعدهم بالتوقيع على قميص من أقمصته في غطرسة لم يبلغها بعد كمدير ولا كصانع أمجاد في هذه المرة, ويظل رأيه الذي زاد عليه انتقاداً لأرسين فينجر, فيما يقارن بين ميزانية الوصل وأرسنال ويقرّب الرقم إلى 1% وكل ذلك من حقه وأقصد في إبداء الرأي وليس الرأي نفسه, ومن حقه أيضا أن يبقى ولا يغادر وفق وعد معلن, وما جعلني أرصد كل ذلك, كونه يتحول لـ(منّظّر جيد) وفق ما أكلت الكرة من دماغه, ووفق ما تراكمت لديه من خبرات ومهارته التي بقيت في قدميه ولم تمنح لمنتخب كالأرجنيتن ذهب به إلى الهاوية, كان محور التفكير لدي ينبني على مقارنة بسيطة بين من كانوا لديه في الأرجنتين كمنتخب, من عناصر متفرغة ومحترفة ولم يفعل بها الكثير, وبين ما يجد في الوصل وقد لا يفعل لها شيئاً أيضاً.
النتيجة تفضي إلى أنه يكثر في آونته الأخيرة من التهكم والاستهزاء لتعويض مهارة (ما), ولو من خلال تلك الآراء التي لا تحقق سوى زوبعة وتهدأ, وفيما وجهة نظره صحيحة حول أهمية كعكة المال في أن تبني أقوياء أكثر داخل الفريق, لم يستفد بدوره منهم في منتخبه الأرجنتين وهو قبل الخمسة هنا يخسر بالستة هناك من بوليفيا، إن لم تكن ذاكرتي ثقبت, فالأمر بيادق يحركها, وأحصنة شطرنج تتقدم لتأكل, ولكنه لا يفعل القتل ولا يتقدم, لا يتجاوز اللاعب داخله, ذلك الذي كما قلت أينشتاين يكتشف نظرية, ويبني عليها الناس درجات من العلم يختلفون بها عن بعضهم البعض, ما يعني أنه داخل الملعب ـ حاشية تمنع الهزيمة ـ فيما لو قيس الأمر برقعة الشطرنج, وخارجه يفكر بطريقة مختلفة يرى من خلالها واقع الكرة كالحروب الجديدة, التي لم يتعلمها كقائد فني, ولا يخوضها بشكل يعيده إلى (مارادونا) اللاعب, ولا دييجو (الملك)، ومن هنا فضل أن لا تبرحه الأضواء ولو من خلال رتبة التنظير تلك التي يتوقف فيها كثيراً منذ خلع عرش اللاعب وارتدى أحلام المدير الفني ولكنه لا يتقنها, لم يكن مورينيو مثلاً (مارادونا) اللاعب ولكنه أيضاً لم يكن (مارادونا المدرب) هذا النحيل ـ مورينيو ـ ملك يتمتع بصلاحيات, فيما أينشتاين وضع النظرية ومات هو أيضاً مارادونا وضع عرش اللاعب ولم يصبح مورينيو.. إلى اللقاء.