لماذا أغلبنا مشكلة؟
لا مناص من التأفف، فالأزمة وإدارتها قائمة، والرياضة الضجيج الذي لا يستكين، وقس على ذلك، ومن هنا لا تطالب الهدوء بعدم التوجس، قلت ذلك وأنا أتابع شوارد أخبار رياضة المرأة وكيف أن ناد في العاصمة المقدسة سيخصص للنساء تحت إشراف الأمانة كمنشأة ـ هكذا فهمت ـ ووفق ما تم التخطيط له من حدود وجهات وبوصلة, قرأت أيضا ما جاء في أخيرة جريدة الجزيرة عن تراخيص الأندية النسائية، العنوان: (تراخيص الأندية النسائية لن تمنح إلا لملتحي)! ثم قرأت تفسير ما حدث من تحقيق حول ممارسة رياضية في إحدى المدارس بجدة، وكأن الأزمة وإدارتها في الرياضة النسوية بدأت ترتدي فستان الثلج، حتى تبلغ شأنها وأفقها وتحولها وإرهاصات مرحلتها.
قبل ذلك علّق أحد الأعزاء يقول: ما شأنك وشأن المرأة في الرياضة، هل لو كانت أختك تقبل لها أن تكون مع من يركلون الكرة؟ أضاف لي في رده كم جملة (تقريع)، ولم أعلق لسببين، الأول: لم أخطط لسياق ما قد يأتي فالكاتب وجهة نظر للمشكلة، أيضا: (ماذا لو كان في المنزل متينة)؟ والثاني: كافة أفكارنا أزمات بما نتشبع من خصوصية وحدود وأعراف، لم أقل دين، كونها وفقه (فتوى) ولن أتجاوز أهل الفتوى، ولكني توقفت لدى شرط التصريح: (الملتحي أكثر التزاماً من غيره)، فيما تقدمت امرأة ـ وفق الخبرـ لطلب نفس التصريح ورفضت، وأنا هنا أجلّ وأقدّر من يلتحي ولا يقتل, ولا أزكي أحداً على الله، ولكني أطرح الأمر من باب تضارب الأدوار, وهل التخطيط جزر متنافرة، فيما جهة الاختصاص ـ رعاية الشباب ـ وفق تنسيقها مع الجهات الأخرى (إن وجد أو تطلب الأمر ذلك)،هل جهات أخرى قد تمنح تراخيص وتفتح وتغلق أندية، هي أماكن ليست شأناً للكرة ولا للرياضة (يجب أن تفرق بين المتعة والصّحة وتفريغ الطاقة)، هل سيمنع ذلك فتيل الأزمة أم تشتعل لتتدحرج؟ ما ضوابط ومفاهيم تلك الأندية؟ ماذا نقول عمن شارك فعلاً؟ هل ناد نسائي للرياضة أم امرأة تسهم ولو بإنقاص الوزن، وما قد يترتب عليه من مشاكل وفي إطار (ما)؟ لغز هذه الأسئلة، فيما بين العام والخاص كأندية، والترخيص، ومن يمنحه، والأعراف والتقاليد ومن يتنافر ويتجاذب ليأتي أقل أو أكثر، فقط: من سيتنازع المرأة هذه المرة بين التيار والآخر.. لماذا أغلبنا مشكلة ؟!.. إلى اللقاء.