قصيدة بغيضة
فيما لو قارنت بين أزمات الرياضة والسياسة لوجدت أنها على ذات الوتيرة من التصاعد, ومن الاشتعال تقريباً, فيما بين الغليان والآخر, والأزمة وصديقتها الأزمة, وإطلاق سيل من الرصاص والكلمات, وقد يصل الأمر إلى قذف الفوارغ والأشياء, والخنق ومدّ اليد على صحافيين, كما سجل هدفه لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال السعودي المحترف ويلهامسون (سويدي ـ يقال عنه أكثر وعياً منا كعرب), فيما يقوم بضرب صحافي على إثر خلاف بلغت مدته عاما, وبالتالي تأتي ردة الفعل بأثر رجعي وكحقد مؤجل, ولا تسأل ماذا لو ضرب الصحافي اللاعب وبهذه الجنسية, وهل سيدخل ذلك من ضمن إرهاب الآخر أم لا؟!
ـ ومن أزمة الرياضة شراء ذمم وأصوات يحقق فيها (فيفا) الآن باتجاه التصويت لبلد على حساب آخر, ما يعني أن السياسة والرياضة تلعبان في نفس الثقب من الاتجاه, ومنها أيضا التطمينات اليمنية بأن دورة الخليج في تبات ونبات على الصعيد الأمني, وفق العيسي رئيس الاتحاد اليمني وهو يتحدث للزميل بدر الفرهود تلفزيوينا بكل ثقة, ويلقي بالكرة في ملعب الإعلام البحريني والكويتي بدعوى إثارة الزوابع, فيما قال عن إعلام اليمن (نصفين) أول سلبي، وثان لا يخدم الدورة, وأن تفجير الوحدة حدث أثناء تخزين للقات, وكأن أمن هذا الموطن المخزّن لا يجب أن يثير ضجة بعيداً عن الدورة!
ـ ثم تأتي خلافات الشرفيين في الأندية, والمدربين, وإهدار النقاط, وموقع الفريق الطبيعي وغير الطبيعي بين الكبار في سلم الترتيب, وفي المصروفات, وفيما يجوز ولا يجوز وفي اعتذار اللاعب للصحافي وفي صمت هيئة الصحافيين, وفي دور حقوق الإنسان, ثم تسأم فتقرأ عن زواج القاصرات واستنطاق المشعوذ, فتمل وتتجه إلى مواقع الإنترنت والصحافة الإلكترونية فتجد أن الخلاف مازال يتصاعد حول من أول وأول صحيفة, وأن وزارة الثقافة والإعلام تدرس إصدار لوائح تنظيمية, ثم تفكر فيما بين النطاق والآخر هل sa.أم.com. لتجد أن حفلة التساؤلات تتسع, ثم تفكر في كيف خرج الهلال والشباب من الآسيوية, وفي كمية النكات, وكمية الاستشفاء, وتفريغ من مع وضد, وتقرأ بعد ذلك عن الأساطير, لتدخل في أن سامي (كثير) عليه أن يكون أسطورة, فيما لاعبون آخرون دخلوا المجد من نفس بوابة المجلة التي حاورته, وتقرر أن تجد خلاصاً من هزائمك, فتعيد التفكير في أمر ما تكتب, وما يجب أن يقرأ بعناية, فلا السياسة توقفت عن القتل, ولا الرياضة عن التفريغ, وبالتالي تقرأ الشعر فتجده مثقلاً بمن (نحن), تفكر في الاتجاه للجانب الثقافي, غير أنه ليس أحسن مما أعلاه, فما زال الشاعر يرقد في غيبوبة دون اكتراث بعد أن (شق بنعليه ماء البرك)*, وما زال الكتاب في معرض الكويت البلد (الأكثر ديمقراطية) ـ يمنع, والمثقف العربي يتسكع بين نظام وآخر يعوله أو لا يعوله, تقرر أن تأخذ إجازة من كل ذلك فتجد أن فيصل القاسم: (يلعن أبو شكل هيك ذمم يا زلمة) فيما كنت مسترخياً تبحث عما قد يثيرك وأنت تقرأ حال الرأي والرأي الآخر كي لا تأتي متعاكسا.
ـ قلت كلاهما نفس الوجه للعملة, رياضة وسياسة, يأتيان غليان, وبالتالي تفكر في القناة والأخرى, والجريدة والجريدة، والموقع والآخر دون أن تكترث لما قد يثيرك, ولا في أن عربات (قوقل) التقطت مع الشارع أسرارك وعناوين بريدك الإلكتروني, ولا رسائلك تلك التي قد لا تكون فيها خشيت إلا أنت من أنت!
ـ حسناً ماذا أرغب في أن أقول؟! (لا أدري)! كل ما في الأمر أنني أشعر بكآبة, وفي رغبة بالعزلة, من هذا التدوير والتدويل للمشاكل, ولعبة القتل, ولعبة الضرب, وألعاب (البلياتشو والمهرج والبهلوان) تلك التي أدوار ثلاثة يفصلها خيط رفيع, فيما بين من يسخر منك ويضحكك ويتوازن فيك, ولكن في النهاية أنت الطفل الذي عليه أن يضحك أو يرى الأقزام وفق القامة الأقل, تلك التي لا تعطيه الحق أن يراهم أقل درئاً لفتنة التهكم أو أن يأتي متعنصراً لفئته على حساب (أخرى) قد لا يراها أجمل ولا أكمل فيكتبها قصيدة بغيضة في هيئة مقال
- يكتب الكاتب.. كما أفعل الآن.. قبل أن أصمت قلت لنفسي: من فاز الهلال أم النصر, كم النتيجة؟ من سيطلق أول نكتة ومن سيلعن الحكم؟.. إلى اللقاء.