من الأهلي ما قتل

* إن لمقولة (من الحب ما قتل) قصة طريفة للشاعر الأصمعي مع أحد العاشقين، إذ كتب شاب على أحد الصخور أبياتاً من الشعر ليأتي الأصمعي في اليوم التالي ويرد عليه، وفي إحدى المحاورات بينهما كتب له الأصمعي : إذا لم يجد صبراً لكتمان أمره ...... فليس له شيء سوى الموت يذكر، ويقال بأن الأصمعي جاء في اليوم التالي فوجد شاباً منتحراً عرف بأنه هو قد نفذ كلامه بعد أن كتب الشاب على نفس الصخرة : سمعنا وأطعنا ثم متنا.. فبلغوا سلامي إلى من كان للوصل يمنع.
* ولعل هذا ما دفع جمهور الأهلي أن يسخط على الفريق عقب مباراة التعاون وإلا هل يعقل بعد مباراة واحدة للفريق وفي بداية الموسم يتهم الفريق بأكمله بالوهن وضعف المستويات الهزيلة وبات ومدربه تافهاً وقائده عادياً.. الخ. الكلام الذي لايقبل به العقل.
* بينما وفق وجهة نظر الكثيرين من علماء النفس حول أسباب هذا الانقلاب الكبير بين محبي الأهلي بشأن ناديهم يقولون : إن عاطفة الإنسان تغلب على عقله خاصةً في ما يخص الإعجاب ، لهذا يجب أن يتقبل لاعبو الأهلي هذا الغضب الكبير.
* وبصراحة الأهلي يحتاج إلى تنازل من الطرفين وبمساعدة الرئيس الشاب مساعد الزويهري الذي أظهر عشماً كبيراً على الفريق بشكل عام ولهذا طالب من لاعبي الأهلي ومدربهم أن يكونوا على قدر من المسؤولية في المرحلة القادمة بأن تكون لهم الرغبة والإصرار على الانتصار مهما كان الفريق المقابل.
* وبنظرة عملية فإن الأهلي لم يلتق خلال معسكره بفرق معروفة والدليل نتائج الفريق كانت بالسبعة والتسعة أهداف وقد يكون هذا دعم عدم الجدية في اللعب ناهيك عن عدم توفر مباراة مميزة للفريق حين عودته إلى مدينة جدة ليلتقي فريق الربيع المتواضع.
* بالإضافة إلى تسليم إدارة الفريق للمدرب جروس على إشراك لاعبين يلعبون لأول مرة مع الفريق مثل فهد حمد ونبيل بهوي وإسلام سراج وليس تقليلاً منهم ولكن من الصعب أن تبعد لاعبين مميزين نهاية الموسم المنصرم وتدخل مستجدين وفي ومثل هذا الوقت أمثال : باخشوين والمؤشر ومهند عسيري وحسين المقهوي.
* لهذا يجب على الجماهير الخضراء الصبر والاحتجاج ويكون في إطار المعقول بعيداً عن عملية الإحباط ولغة التحدي والإصرار على الدوري... الخ. الكلام الذي قد يضغط على الجميع،فالفريق يملك كل مقومات النجاح ويحتاج إلى جدية أكثر من اللاعبين وتنازل من المدرب بتغيير قناعاته التي تظهر فجأة على الفريق فيما يخص مشاركة بعض اللاعبين وإبعاد آخرين
وهاهو الأهلي يعود من جديد ويضرب بالأربعة فالصبر جميل يامحبوه على الحظ والتحكيم الذي انطلق مشوار أخطائه مع ناديكم.. والله المستعان.