2013-05-28 | 07:35 مقالات

موسم المفلسين

مشاركة الخبر      

ـ هل يمكن لنا أن نطلق على هذا الموسم الكروي 2013م بموسم المفلسين، كون ثمة أندية لا تملك الملايين في لعبة كرة القدم وبالرغم من ذلك جاءت بالبطولات أو نافست عليها مقابل أندية أخرى أكثر ثراءً وإعلاماً وشهرة أطيح بها؟ ـ وهل يمكن أن نقول إن خلف هؤلاء المفلسين من الأندية يقف التخطيط أو الاستقرار أو ربما الحاجة التي عادة ما تصنع من الحرمان التفوق واستكشاف طاقات جديدة تساعد في صناعة الإنجاز والتفوق؟ ـ مع العلم بأن عالم الكرة لايمكن أن يقوم على نظريات، فهو خليط من التركيبات التي صعب الوصول إليها أو الإيمان بها دائماً والتي يأتي الحظ أو التوفيق جزءاً كبيراً منها. ـ لقد استرجعت العديد من النظريات التي قرأتها في قسم علم الاجتماع الذي تخرجت منه قبل25 عاماً، ابتداء من العالم الفرنسي اوجست كونت إلى الانجليزي اميل دور كايم فلم أجد إجابة شافية بشأن تفوق المفلسين. ـ فهذا نادي الفتح السعودي حقق إنجازاً غير متوقع البتة ببعض لاعبين مبعدين من أندية يقودهم مدرب مغمور وسط أندية أخرى يحيط بها المال من جميع الجوانب. ـ ليلحق بهذا الفتح نادي الاتحاد الذي قلب لاعبوه الشبان من خريجي الثانوية العامة الطاولة على لاعبي الخبرة من المستثمرين أمثال نور والمنتشري والسعيد ومبروك وتكر وبلغ نهائي كأس الملك بعد أن أخرج بطل الدوري الفتح بهزيمة مجملها 6 أهداف ووصيفه الهلال. ـ بينما فريق بوروسيا دورتموند الألماني الذي أوشك على الإفلاس بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا بعد أن تفوق على أشهر وأغنى ناد في العالم وهو ريال مدريد، وبلغ الأصفر نهائي أغلى بطولة في العالم وهي الشمابينز ليج وخسر بشرف أمام مملكة بايرن ميونيخ. ـولايفوتني أن أذكر نادي العروبة من مدينة الجوف الذي صعد إلى الدوري السعودي الممتاز بالرغم من إمكانيات أندية أخرى أفضل بمراحل مثل أندية الخليج والرياض والقادسية والأنصار. اللهم لا .. شماتة ـ لا أعلم ماذا يستفيد رئيس ناد يفترض أن يكون رجلاً وقائداً محنكاً متواضعاً كمسؤول عن مؤسسة رياضية تضم الكبار والصغار حينما يخرج فريقه متفوقاً وهو(نافش ريشه) ليتحدث عن الفريق الآخر بنوع من التهكم والسخرية والتقليل منه كمنافس. ـ في المقابل خرج الرئيس التنفيذي لفريق بايرن ميونيخ القيصر فرانز باكنباور بطل دوري أوروبا لهذا العام عقب فوز فريقه على فريق بوروسيا دورتموند يقول : إنني معجب بلعب وأداء فريق دورتموند ومدربهم الشاب يورجن كلوب، وقدمنا معاً مباراة جميلة تليق بعالم الكرة. ـ عليكم أن تنظروا الفارق في أسلوب من مارس الرياضة ولعبها خلال سنوات ماضية، علماً بأن مدرب دورتموند وصف فريق ميونيخ وإدارته بالممثل جيمس بوند في خطف لاعبي فريقه بأموالهم الكثيرة. ـ ولكن الفارق بين باكنباور وغيره من هؤلاء الدخلاء على الرياضة بأن الأوئل لعبوا الكرة ويعلمون تماماً بأن الكرة فوز وخسارة ووفقاً للحديث المعروف (لافرح دائماً أو حزن مستمر)، ليتحدث أمام الملأ بكل شماتة عن فريق من بلاده بعد أن تغلب عليه .. اللهم لاشماتة.