بيض الله وجهك

بيض الله وجهك، هذه الكلمة تقال للأمير خالد بن عبدالله الذي بكل صراحة وبدون تملق أو مجاملة سعى إلى صناعة فريق كرة قدم للنادي الأهلي يليق بتاريخ النادي الذي تميز باللعب الجميل والممتع بالإضافة إلى الفوز منذ أن جاء بالمدربين ديدي وسنتانا وزاناتا في المرة الأولى ولازاروني. والأمير خالد بالمناسبة لعب مع الفريق الأهلاوي في السبعينات الميلادية لفترة بسيطة وكان يميل أداؤه للعب الأنيق من حيث عملية الاستلام والتسليم للكرة. بصراحة وبدون لف ودوران لقد تحمل أبوفيصل انتقادنا كثيراً في العديد من الفترات، وأنا شخصياً بالذات خلال اختيارات اللاعبين أو المدربين أو حتى في اختيار بعض من المسؤولين عن فريق كرة القدم بالنادي الأهلي والذين للأسف سقطوا بالبراشوت أو البالون مثل فيليكس لكرة القدم وليس للنادي الأهلي فحسب والغريب أن البعض منهم يصف نفسه بأنه أحد رموز الأهلي وهم بالفعل كذلك ولكن رموز من حيث أسوأ نتائج في تاريخ هذا النادي الملكي. العمل في فريق كرة القدم في الأهلي الآن صار واضحا جداً من حيث إحلال لاعبين مميزين مكان آخرين نالوا الفرصة ولم يقدموا ما يشفع لهم بالبقاء وتمت عملية الإبعاد بكل هدوء. واللاعبون الجدد أو لاعبو المستقبل هم من داخل النادي يملكون الفكر والأداء والمهارة وبدأت عملية الإحلال في العام قبل الماضي بالدفع بالظهير الأيسر منصور الحربي والاستغناء عن حسين عبدالغني والحربي الكل يشهد له وخلال عامين فقط بات أفضل ظهير أيسر في الملاعب السعودية، ثم الكل شاهد العام الماضي أداء ونجومية عبدالرحيم الجيزاوي وياسر الفهمي الذي جاء صغيراً من نادي حراء وكان للاثنين دور كبير في تحقيق الأهلي كأس الملك والمنافسة على الدوري وبلوغ نهائي دوري أبطال آسيا وهذا بسبب عملية إحلال لاعبين شبان، وهذا العام الكل شاهد عملية الإحلال التي كانت من نصيب الكابتن مصطفى بصاص وبجانبه السوادي وبهذا العمل الجاد بات الكل من جماهير الأهلي يراقب الفريق الأولمبي بل تبرمج الناس بأن القادمين العام القادم هم محمد آل فتيل ووو إلخ الأسماء الواعدة في هذا النادي العريق، بمعنى أن هناك فكرا متقاربا بين الجماهير وإدارة النادي وبالأخص مع الرجل الأول الأمير خالد من خلال عملية إحلال لاعبين يتحملون المسؤولية ناهيك عن أدائهم ولعبهم المقنع عن لاعبين إمكانياتهم على قدهم. وأنا ذكرت المتعة الكروية للمشاهد لأن الأمير خالد يعشق الكرة الجميلة فلهذا اهتم بهذا الأمر وبهؤلاء اللاعبين فمن شاهد لقاء النصر بالأهلي كيف كان الأداء ولقاء الأهلي بالفتح الذي وصف بأحد أفضل اللقاءات في الموسم وحتى لقاء الأهلي بالوحدة، إذ لم نشاهد ثمة مخاشنات ولعب على أقدام من لاعبي الأهلي على الفريق الآخر وإنما تشاهد لعباً سريعا ومميزا ولعباً على الأطراف وفي الأرض ولعب كرات بينية، لهذا لابد وأن نقول إن لدى الأمير خالد ثقافة فكر كروي تقوم على متعة الكرة والنتائج في الأهلي. وما يعانيه الأهلي خلال العامين القادمين هو ضعف في مركز حراسة المرمى والموهبة لدى حراس الفريق ولعل الهدف الأخير لفريق الفتح يوضح مدى أن الحراسة في الأهلي تعاني من ضعف الموهبة، وهي التي تأتي من خلال الاختيار في الأكاديمية وعملية الصقل في مركز الأمير عبدالله الفيصل للأشبال والشباب وهذا هو سر نجاح البصاص والسوادي، فهل تمنح الأهلي هذه المدارس الثلاث حارساً جديداً الموسم القادم؟ نقول ـ إن شاء الله ـ فالأهلي بات مصنعاً للموهبة مثلما وعد الأمير خالد حين افتتح الأكاديمية ومراكز الفئات السنية بشارع التحلية بجدة.