2012-06-21 | 07:44 مقالات

طشاش الكرة

مشاركة الخبر      

ـ من يشاهد مباريات كأس الأمم الأوروبية الرابعة عشرة المقامة بين دولتي بولندا وأوكرانيا من الصعب عليه أن يتابع أي مباريات أخرى إلا بعد فترة راحة وإلا أصيبت عيناه بالطشاش (ضعف النظر)، إذ كانت مباريات الدور الأول من البطولة دروساً وعبر لمن أحب مشاهدة لعب الكرة على أصوله. ـ فلم يخفف علينا وضع الدول العربية ومعاناة شعوبها وجبروت ابن الأسد وضعف مهنية بعض الفضائيات الإخبارية إلا التسمر والبقاء ليلاً أمام الفضائيات من أجل مشاهدة بطولة بلاتيني ورفاقه. ـ والغريب أن مباريات كأس أمم أوروبا انطلقت بعد عشرين يوما من نهاية البطولات المحلية في غالبية الدول الأوروبية، ولم نسمع منهم نغمة الإجهاد أو الشد العضلي أو الشرود الذهني... الخ. التبريرات التي نمنحها للاعبينا. ـ وفنياً وبالرغم من تدوال اللاعبين بين هذه الدول بشكل لا يوجد مثله في العالم إلا أن كل دولة لاتزال تتمسك بأسلوبها المعروف والعتيق، والدليل هناك فارق بين لعب دول شرف أوروبا وغربها، فدول مثل بولندا وروسيا وأوكرانيا لاتزال تعتمد على القوة الجسمانية والكرات العرضية وربما خرج من هذا الإطار بشكل أكبر منتخبات كرواتيا والتشيك. ـ في حين دول أوروبا الغربية تختلف من حيث أسلوب اللعب، فمنتخبات أيرلندا انجلترا والسويد ليس بينها فارق كبير ولكن الفارق في أداء بعض اللاعبين المميزين في هذه الدول مثل جيرارد في انجلترا وابراهيموفيتش في السويد، وتأتي منتخبات اليونان والبرتغال على مقربة من بعضها وإن كانت المهارة أفضل لدى البرتغاليين، ولعل الدنمارك لم يعد كما كان إبان الإخوة لاردروب. ـ إسبانيا وفرنسا نموذج كان قريباً من بعضه، ولكن الإسبان مجموعة نادرة ومتناسقة وتشعر بأنك تشاهد مباريات فريق برشلونة بدون النجم الأرجنتيني ميسي، والفرنسيون مشكلتهم أنهم يبحثون عن زيدان آخر، ولعل اللاعب بن زيمة جيد ولكنه ليس مثل زيزو، وبصراحة منتخب جديد والمدرب رولان بلان هو الآخر جديد، الهولنديون ابتعدوا عن أسلوبهم المعروف فخرجوا خروجاً مذلاً ومريراً لايليق بتاريخهم. ـ منتخبات ألمانيا وإيطاليا لاتزال هي الأخرى تحتفظ بذات الأسلوب، فالألمان محافظون على الركض طوال المباراة سواء الكرة معهم أو مع المنتخب الآخر والإيطاليون كعادتهم يصعدون للأدوار العليا بالعافية ويخطفون الأهداف ويغلقون المنافذ.