2011-03-10 | 18:00 مقالات

مبروك.. يا نصر

مشاركة الخبر      

قد يصنف البعض هذه الأحرف على أنها من باب "التخدير"، وكأننا ما زلنا في عصر الثمانينيات الميلادية، حيث ضيق الأفق وضعف الاطلاع على ثقافة الآخرين وتجاربهم وشح المخزون المعرفي خصوصاً عند اللاعبين ومسيريهم
لكنها أحرف قرأت الواقع المعاش الحالي بين الفريقين وعلى كل الأصعدة، فالنصر يعيش حالة نشوة عارمة وارتفاع كبير في عطاء اللاعبين ومستوياتهم ولياقتهم البدنية وتركيزهم النفسي والذهني بعد أن استفاق الفريق بعد صدمة تغيير الجهاز الفني فأصبحوا مع "دراجان" شكل ثاني وقد ساهم تأقلم "بدران" في زيادة الفعالية الهجومية والسرعة في الأداء
أما الهلال فهو يعيش حالة هبوط حاد في مستوى جل نجوم الفريق وتدنت لياقتهم لأقل درجاتها ولم يعد هناك لاعب مؤثر في الجهد البدني، فضعف الالتحام الجسدي ولم يعد هناك انطلاقات سريعة ومباغتة للخصوم وساهمت الإصابات في فقدان معظم اللاعبين لحساسية الكرة وفوق كل هذا باتت "روح الفريق" معدومة وبات أكثرهم يرغب في التخلص من الكرة بأي طريقة وخلف ذلك يقع سر عظيم غير محدد الملامح ولا معروف الاتجاه
هاتان الصورتان المتناقضتان تكشفان بجلاء الفرق الواضح بين واقع الغريمين الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار
وللأمانة لو لم يستغل النصر حالة الهلال المتردية ـ وأظنه لن يفعل ذلك ـ فإنه سيحتاج زمناً طويلاً ليجد الأزرق على هذا الوضع المتهالك وخسارته ستفتح عليه نفقاً من المشاكل وستشكل صدمة لجماهيره التي باتت تشاهد الانتصار قريباً بل وقريبا جدا
طبعاً هذه الرؤى لا تعني الجزم بها أو تأكيد الحدوث والشواهد تؤكد أن "الديربي" يحول الأمور رأساً على عقب، فمن كان ضعيفاً يتحول قوياً والعكس بالعكس صحيح وما هي إلا ساعات وتتضح الأمور، إما أن يستغل النصر وضعه المتقدم أو يداوي الهلال كل جروحه ويبدأ رحلة انتصارات جديدة.

الهاء الرابعة

 يا ابْنَ الأهْواءِ كَفَى تَلْعَبْ
ولْتَحْذَرْ رَبُّكَ قَدْ يَغْضَبْ
إنْ تَعْصِ بِمَالٍ أو مَنْصِبْ
فَالنَّاسُ كَمَا تَأتِي تَذْهَبْ!