2011-03-03 | 18:00 مقالات

(القصاص القصاص)

مشاركة الخبر      

لايمكن لأحد أن يتمنى وجوده على هرم صناعة القرار في الهلال هذه الأيام تحديدا، فالحمل ثقيل والجهد المبذول أثقل والمحصلة فريق بلا لون ولا طعم ولا رائحة.
تخيلوا إدارة توفر كل متطلبات الفريق البطل من مقدمات عقود عالية القيمة والمقدار، وتعامل راق قبل التوقيع وبعده، ثم جهاز فني متميز ورواتب شهرية منتظمة ومكافآت فوز ضخمة، ويحيط بهم هالة إعلامية رائعة وجمهور عاشق ومحفز أروع.. ومع ذلك تأتي النتائج عكسية ولاتتناسب المخرجات مع المتوفر.
إذاً ما الحل؟
قبل الخوض في الحلول لابد من سبر أغوار المشكلة والتي تتلخص في جزئية واحدة ليس لها ثان "الروح" فهم وللأمانة يمتلكون القدرات الفنية المطلوبة بل إنهم أفضل من أقرانهم خصوصا الذين هزموهم آخر مرة "وهذا بلا أبوك ياهلال".
لو كنت صاحب قرار لاتخذت عقوبة غريبة لكنها سهلة التطبيق وأتوقع أن نتائجها ستكون مبهرة وهي كفيلة بِإعادة الروح لمكانها الطبيعي، والعقاب باختصار يتمثل في وضع جدول زمني بحيث يخرج مجموعة من اللاعبين من القائمة الأساسية ويذهبون مع مجلس الجمهور ليعيشوا معاناة الجماهير ويشعروا بحرقتهم، ففي يوم المباراة تذهب المجموعة المختارة للملعب من الرابعة عصرا ولن يكون الذهاب على سياراتهم الفارهة بل بحافلات "خط البلدة" وبعد أن يدخلوا في طابور طويل للحصول على "تذكرة" ربما تكون بأسعار مضاعفة من السوق السوداء ثم يتعرضون لحملة تفتيش دقيقة وكأنهم سيدخلون لمبنى عسكري يختص بالمخابرات، وبعد عملية " التطفيش عفوا التفتيش " يسمح لهم بالدخول للمدرجات حتى دون صحف يتسلون بها لتمضية الوقت الطويل ويمكثون في مقاعدهم لأربع ساعات ونصف قبل بدء اللقاء دون ماء أو طعام ودون أن يستطيع الذهاب لدورات المياه وبالكاد يستطيعون تأدية الصلاة، هذا عدا بعض المنغصات الأخرى أقلها إنه لايوجد في الملعب (ثمة ما يبهج).
وحين يبدأ اللقاء يشاهد " معاليق فنايل " تسير على الأرض، ويمكث ساعتين حرقاً للأعصاب وإتلافاً لكل مسام الفرح وحين تنتهي " النكسة " يتعرض لازدحام شديد ويمكث واقفا وقتا طويلا فلايصل لمنزله إلا بعد منتصف الليل ومطلوب منه الاستيقاظ باكرا فلا طعام تناول ولا فرح شاهد ولا أحد شعر بمعاناته، حتى من يحبهم لدرجة الخيال، ولا أحد يربت على كتفه ليخفف عنه بل سيجد مزيدا من الاستفزاز، فالمدرب يتعذر بالإرهاق "يضحك على نفسه ولاعبيه".
بعد هذه التجربة إن لم ترجع الروح فإلغاء العقد هو الحل.. حينها سيؤيد ذلك الجماهير التي فرضت على الإدارة التوقيع معهم بالمبالغ التي يطلبونها.

الهاء الرابعة
كــــل ما جيت اسامح واتناسى خطاك
صاحت جروح قلبي القصاص القصاص
غيرتني جروحك لو ملكني غلاك
المفارق ولاغير المفارق مناص