خطاب إلى وزير الصحة
معالي وزير الصحة.... حفظه الله
أنا الموقع اسمي أعلاه مواطن سعودي يأمل كما يأمل إخوانه وأخواته في هذا البلد المعمور بحياة سليمة آمنة خالية من المنغصات بعد أن وهبنا الله وحده عز وجل كثيرا من المقدرات التي يغبطنا بل ويحسدنا عليها كثير من أمم الأرض بدءا من مقدسات هي قبلة المسلمين وولاة أمر يحكمون بالعدل والمساواة وثروة مالية تتيح لنا جميعا العيش في بحبوحة من الرفاهية.
يا معالي الوزير هذه قصة قريب لي أكتبها لك ودموعي تسابق حروفي وهناك المئات يتعرضون لمثل ما يتعرض له “ فايز “ وهو موظف حكومي كان يؤدي عمله بكل تفان وفي ضحى يوم الأربعاء الماضي خرج بسيارة عمله لإيصال طلب مهم وقد تعرض لحادث مروري مهول بعد أن قطع مراهق الإشارة الضوئية وهو يسير بسرعة جنونية قدرت ب (156 كيلو متر في الساعة) – صورة مع التحية للمرور ونظام ساهر – ويحسب للهلال الأحمر السعودي سرعته مباشرته للحادث ولكن حينما ذهب لمستشفى الحرس الوطني رفض استقباله بحجة أن حالته غير حرجة – رغم أنه في غيبوبة – مما حداهم بالتوجّه لمستشفى الإيمان الواقع في حي منفوحة – تخيل يا معالي الوزير المسافة بين خشم العان ومنفوحة وفي وقت ذروة الرياض وزحمته –
ليأتي الإهمال في أبشع صوره بعد وصول سيارة الإسعاف للمشفى المعني بعد رحلة سير شاقة وبطيئة فبعد كشف أولي من خبير المخ والأعصاب أكد أن الحالة تستدعي أخذ صور مقطعية للرأس والمصيبة أن المشفى لا يعمل فيه جهاز الأشعة المقطعية ولتفادي هذا الحرج قام الطبيب بإعداد تقرير بالحالة لإرساله لأي مستشفى أهلي أو حكومي يتوفر فيها أجهزة تعمل وحين هم ذوو المريض بإرسال التقرير كانت المفاجأة المؤلمة فكل أجهزة الفاكس معطلة في كل الأقسام الإدارية والفنية مما أجبرهم بالتوجه لأقرب محل تجاري في الشارع لإرسال الأوراق وقد أفاد مستشفى أهلي باستعداده لاستقبال المريض ولكن ثالثة الأثافي وقفت بالمرصاد فسيارة الإسعاف (المركونة) بالمستشفى لم توجد مفاتيحها ورغم عملية البحث المستمرة إلا أنها باءت بالفشل ليتم الاتصال مرة أخرى بالهلال الأحمر والذي تجاوب مشكورا وقام بنقل المريض وقد وصل للمشفى الأهلي في حدود الساعة الثامنة ليلا وقد بدأت أولى خطوات علاجه الفعلية حينها إذ ظل من وقت الظهيرة إلى ما بعد صلاة العشاء ملقى على السرير دون حراك سواء في سيارات الإسعاف أو في مشفى الإيمان وهو حاليا في (غيبوبة كاملة) بعد أن أكد الطبيب المعالج أن الإهمال في التفاعل مع حالته قاده للمصير الحالي.
يا معالي الوزير هذه حالة وقفت عليها شخصيا وهناك المئات مثلها والسبب في ذلك إهمال إداري غير مسبوق ولا مبرر
يا معالي الوزير نحن لا نطلب شيئا فقط اتقوا الله فينا وأدوا أماناتكم التي كلفتم بها وحاسبوا المقصرين قبل أن تحاسبوا... والله من وراء القصد.