وترجل الفارس الهمام
لم يكن ترك الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الساحة الرياضية أمرا هينا أو حدثا عابرا وذلك لكونه كان يتزعم عرش زعامتها ويجلس على كرسي قرارها ليس على المستوى المحلي فحسب بل على الصعيد العربي من المحيط إلى الخليج.
إن ترك الأمير سلطان هو أشبه بترجل الفارس عن جواده بل هو غياب قمر مضيء عن سماء ملبدة بالغيوم رغم أن ضياء نوره كان يشق صمتها ويشتت ظلمتها ويزيل تركتها.
لقد كان في تعامله مع الجميع وبطريقة المسئول الحكيم الحليم يسمع من الجميع وينصت للجميع ويناقش الجميع نقاش المتفهم الواعي والمدرك لكل الأمور
على الصعيد الشخصي جمعتني به أحاديث سمر طويلة عبر الأثير وكانت تدور عجلة حوارات طويلة أغلبها في الشأن الرياضي ولقد تشرفت أن أطلق على قلمي: (القلم الراقي) بل إنه شرفني أكثر بأنه حريص على قراءة الهاءات الثلاث يوميا وهو الأمر الذي يعد وساما على صدري سأحكيه لأولادي حاليا ولأحفادي في قادم الأيام إن لم تذهب الروح لبارئها.
خلال السنوات الطويلة التي ترأس فيها الأمير سلطان بن فهد التي قضاها ماسكا زمام الأمور في الشأن الرياضي المحلي والعربي كانت له (بصمات) راسخة ومنجزات سجلها التاريخ بمداد من ذهب لعل من أبرزها الوصول لكأس العالم في نسختين متتاليتين.
والآن وحين ترجل عن فرسه واستلم القيادة من بعده الأمير نواف بن فيصل بن فهد لا نملك إلا أن نقول: “شكرا سلطان وأهلا نواف”.
الهاء الرابعة
سافر وخل أحزان عمري تخاويك
يمكن معك تلقى حلول لضياعي
حاولت أشوّه صورتك يوم أخليك
لقيتك أصدق من بكى في وداعي