رسالة مع المطر
أعلم أنني أشبه الأرض الجدباء المتعطشة جدا حتى لقطرات بسيطة من المطر بعد أن جفت مخازن المياه الجوفية في داخلي إثر حملة (حمى) زارت وتركت أبا الطيب واستقرت في جسدي ولم ترد أن تبارحه وقد أبرحته بكل أنواع الركل والرفس والتعذيب.
وأعلم أنني أرغب في أن أرسل رسالة معبرة ولكنني لا أعرف لمن أرسلها وما فحواها.. كل ما أعرفه أنني أريد أن أصرخ ألما وبعد ذلك أريد أن احتفل، فالصراخ سيكون بأثر رجعي بعد أن نسيته في معمعة المرض وفضلت عليه الصمت وقارا أو خوفا والاحتفال، لأن سبب البكاء الممزوج بصوت مرتفع وهزة عنيفة في (محاديب) الضلوع قد رحل وإن شاء الله إلى غير رجعة.
ولأنني لم أدرك بعد لم كل هذه الحملات المنظمة ولاماذا أريد، ولأنكم خير معين في هذا الزمان قررت أن أستشيركم.. لحظة.. لقد تراجعت عن قراري السابق ولن أطلب المشورة من أحد رغم أهميتها فقد خاب من لم يستشر.
مهلا.. دعوني أغمض عينيّ وأتأمل قليلا لعلي أصل لحل، لكنني اكتشفت التالي.. وبراءة الاكتشاف ستكون لي أو للقائل سيّان.
غمضت عيني بس ما شفت حاجة.. أثر البشر لا غمضوا ما يشوفون.
وبعد هذا التفتق الذهني.. فإنني قررت أن أكتب الرسالة دون أن أوجهها لشخص بعينه ثم أضعها في (زجاجة بلورية) بعد أن أحكم إغلاقها وأجعلها تسير الهوينى لا خوف ولاوجل في مصب (السيل)، لأن السماء ملبدة بالغيوم والأمطار على وشك الهطول.. وهو الهطول الذي أعشق، فهو(هتان) بين البين، بين القوة تارة والضعف تارة أخرى.
ولكن للأسف لقد أصبت بخيبة أمل كبيرة، فهي لم تتحرك كثيرا بعد أن اصطدمت بمتاريس اسمنتية ولم يكن هناك (تصريف مائي) رغم قلة القطرات، ومع كامل حالة الإحباط التي أعيش عمدت لطريقة (تصريف جديدة) لعل وعسى، ولقد دهشت بأن (تصريفي أصرف من تصريفهم).
الهاء الرابعة
حزين والله أني حزين وخاطري مكسور
لو أضحك وتظاهر بالسعادة يا بحر جدة
وأنا يا بحر يوم أصد وخفي دمعتي معذور
لك الله يا بحر صديت والصدة هي الصدة
وأنا ماني بحي الله بشر يكشف لك المستور
أنا رجلٍ يموت ولادرت الأمواج عن سده.