يا شماتة أبلة آسيا
جلست العجوز الصفراء القرفصاء تشاهد أولادها يتبارون فيما بينهم في (ديوانها الأكبر على مستوى العالم) وحولها بقية الركب يقربون ويبعدون على حسب صلة القرابة ونوعيتها
في مباريات الأبناء اختلفت الطموحات وتباينت المستويات وظهرت المفاجآت حين بدا
( الابن الأخضر) هشّا ضعيفا خائر القوي بليد الإحساس منزوع الإرادة فاقد الرغبة في عمل أي شيء فمع ساعات الصباح الأولى أفطر على (مجدّرة سورية) ورغم أنها وجبة ثقيلة إلا أنه واصل تلقي الأطباق فكانت وجبة الغداء (منسفا أردنيا) التهم منه حامي العرين النصيب الأوفر فيما استمتع بقية الرفاق بباقي الطبق الساخن
ثم ومع أن الجميع يعاني من تخمة وشبع إلا أن (طاقم النكسة) فضلوا التواجد ليلا كضيوف شرف على (الوجبة اليابانية) ولم يكتفوا بدور الفرجة بل سمحوا (للساموراي) بتقديم خمسة أطباق شهية من (السوشي) وهم فاغرو الأفواه لا يعرفون ماذا حل بهم؟
ولقد شاهدت هذه المناسبات في برنامج (الجولة) فطرقتها بعد أن أعجبتني
أيها الأحبة لقد أساء لنا منتخب الوطن الحالي بكل من وما فيه بدءا من الإدارة سواء كانت المشرفة أو المنفذة ومرورا بالجهازين الفنيين وانتهاء باللاعبين عفوا (أشباه اللاعبين)
وهي المرة الأولى في تاريخ (أمم آسيا) نخرج منها بثلاث خسائر متتالية وبتسعة أهداف في مرمانا مقابل هدف يتيم لنا جاء بطريقة (رمية من غير رام) ومن خطأ حارس منافس
وهو الأمر الذي فتح باب الشماتة الكبير على مصراعيه وبالذات من أناس منا نظنهم منا وفينا يؤلمهم ما يؤلمنا ولهم مالنا وعليهم ما علينا ولكننا اكتشفنا أننا بحاجة لفتح مزيد من المصحات النفسية فلقد تزايد العدد وباتت الحاجة ملزمة لكثير من الأسرة البيضاء فحين يجدون الرعاية اللازمة لن (تتشمت بنا بعدها أبلة آسيا)
الهاء الرابعة
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسـّرك أن يكون لها غطــاء
تستر بالسخــاء فـكل عــيب
يغطيــه كمــا قيـل السخاء
ولا تـُـر للأعـــادي قــّط ذلا
فإن شمــاتة الأعـدا بــلاء