ليس دفاعاً عن عدنان
ظهرت على السطح في الآونة الأخيرة قصة لا أعلم صحتها من عدمها تشير إلى أن مدير المركز الإعلامي بنادي الاتحاد رفض دخول وفد طلابي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بناء على ما أدلى به مدير مركز الرعاية الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة جدة، ولأن القصة تحولت لرأي عام وانتشرت كانتشار النار في الهشيم خصوصاً وأنها جاءت من طرف إعلامي وحيد في حين امتنعت وسائل الإعلام عن تناولها أو الخوض فيها لإيمانهم العميق بأن خلف الموضوع أمر طبخ بليل وأنه فيما يبدو ولا أجزم به لم يبن على أهداف موضوعية بل إنه ـ والله أعلم ـ مسألة تصفية حسابات وقد بنيت رأيي بعد أن نما إلى علمي أن موضوع الخلاف ـ لم أقل ما تم ذكره في الوسيلة الإعلامية إياها فذاك أمر لا أجزم بصحته ولا أقر بنفيه ـ قد حدث قبل فترة زمنية طويلة مما أثار لدي شكوكاً وتساؤلات لعل من أهمها لماذا تم السكون عنها في حينها؟ ولماذا لم يتم التوجه حينها للجهات الرسمية؟ ولماذا أحييت القضية بعد أن مضى عليها زمن طويل وهو إحياء لما يشبه الفتنة ـ والفتنة أشد من القتل ـ بل وأيضا لماذا تم التوجه لجهة معينة دون سواها؟ بل وكيف تحول الأمر لمزايدة سمجة على فئة يجب عدم المساس بها أو إدخالها في مهاترات لها أول وليس لها آخر، ولماذا تستغل هذه الفئة ونضرب في دواخلنا بعد أن تعصرنا إنسانية الحدث فنندفع بعاطفة هوجاء نحو إدانة طرف دون أن نعرف بقية التفاصيل وقد يكون في إدانته ظلم كبير ـ ونحن نعوذ بالله أن نكون من الظالمين.
هذا الحدث أظهر كغيره أن هناك من يلبس ثوب المحاماة ويدافع عن الفضيلة وهم الذين يتجاوزون عن كوارث لا يمكن السكوت عنها لأن الخوض فيها يتعارض مع مصالحهم الشخصية، بل ويتعاملون مع الأحداث وفق مبادئ مطاطة وهذه الفئة لا يمكن أن أقبل منها شيئاً
الأسطر أعلاه ليست دفاعاً عن الزميل (عدنان جستنية) بل هي برهة تأمل لواقع نعيشه، وبعد أن تجاوزت الأمور المتعارف عليه ودخلنا لنفق مظلم من أجل تصفية حسابات وإن كان فعل ما قيل عنه فإنني أطالب بتوقيع عقوبة قاسية عليه تتجاوز الإقالة، في المقابل أتمنى ألا يغلق ملف الاستفسار أو التحقيق وتسجل ضد مجهول بل لا بد من معاقبة أحد الطرفين لكن الأكيد من يثبت عليه الإدانة لابد أن يعاقب دون أن ننظر لمحاولة الضغط على تشكيل رأي عام من أجل تحقيق هدف خاص من خلال جهة رسمية ـ من الممكن أن تتأثر بالمؤثرات الخارجية.
وليعلم عدنان أنني لو وجدت أنه مذنب بأدلة وبراهين دامغة فلن أتهاون في نقده لعلمي بأنه يسعى أحياناً للاصطياد في مثل هذه المناسبات مع أن الفروسية الحقة ترفض ذلك فالإجهاز على الجريح أو الكسير أو الأسير ليس شجاعة.
الهاء الرابعة
لا شفتني أقفيت عنّك ولا جيت
سلّم ِعلى روحك تراني نسيتك