البكاء طوال الموسم
(على جماهير النصر ألا تفرح بتصدر فريقها المؤقت للدوري ولتستعد للبكاء من جديد، وعلى جماهير الهلال أن تواصل ذرف الدموع على بقية أطلال من فريق أسعدهم الموسم الماضي، ولا تبتعد جماهير الاتحاد عن سابقيها ولا تتأمل خيرا في مقبل المباريات، حتى جماهير الأهلي عليها ألا تنسى أن الفوز الأخير مجرد مخدر لن يدوم مفعوله طويلا)
ما كتب أعلاه ووضع بين قوسين ليس مني ولا أقره جملة وتفصيلا، ولو قلت لكم من صاحب المقولة أعلاه ستصابون بدهشة عظيمة، ولا تستغربوا هذه هي الحقيقة ولو تجردتم من العاطفة لشاهدتموها بالعين المجردة.
صاحب الفكر أعلاه هو أنت عزيزي القارئ ولا تستغرب من ذلك نعم هو أنت.
ولمعرفة ذلك عليك بمراجعة أولويات حياتك ستجد أنك ستضع فوز فريقك المفضل في أعلى القائمة حتى لو لم تعترف به صراحة، بل إنك لم تصنف كرة القدم التصنيف الصحيح لها، فهي قد وضعت للترويح على الأقل لفئة المتفرجين أو المشجعين ومع ذلك نصنفها نحن بمرتبة أعلى وأهم هي لاتستحقها.
فهي تدخلنا في مسألة (الحب والكره) ولربما توقعنا في محاذير شرعية، واسمعوا المدرجات وما يقال فيها حتى على لاعبي الفريق المفضلين عند إضاعة فرصة حتى لو كان الفريق فائزا.
ثم تعالوا نتحاور سوياً حول متابعة مباريات الفرق المفضلة في الدوري مثلا، ومع يقيننا التام بأن البطل سيكون شخصا واحدا إلا أن الجميع وبمن فيهم عشاق الفريق الذي سيحقق اللقب يعيشون طوال الموسم على أعصابهم بتوتر ليس له مبرر بل ولربما ذرفوا دموعا صرفها
(لجلد منفوخ) مبالغة غير محمودة العواقب، والسبب أننا لم نعد نرى الأمر على أنه ترويح فقط بل إننا أصبحنا (أمة لا تعرف أن تفرح)
فإن جاءنا الفرح بالغنا فيه حتى يخرج عن إطاره الطبيعي ولربما ينقلب ضده، مع أن الأمر أسهل في التعاطي معه، وللتوضيح بودي أن نستمتع بمباريات فرقنا المفضلة، فإن فازت فمرحى بالفوز وأهلا به وإن خسرت نعتبر ذلك قانون كرة القدم وطبيعتها ولا زيادة حتى نصل للختام ونحن في غنى عن المشاحنات والتوتر الذي يقود للخروج عن النص، ولتسلم أجسادنا عن الأمراض العضوية وعقولنا ونفسياتنا عن الأمراض النفسية.
الهاء الرابعة
ماكل حب يدهل القلب سكان
بعض الغلا ليمن خذا أيام راحي
والله لو الحب يشرى بالاثمان
لشريه من خبل واحطه بصاحي