وظهر الحق (1)
لم يكن الحديث الذي أدلى به الأمير فيصل بن تركي للزميلة الشرق الأوسط حديثاً عابرا ينتهي بمجرد الانتهاء من آخر جملة قيلت بل إنه يصنف على أنه (شهادة حق من شاهد على العصر) خصوصاً وأن أجدادنا الأوائل قالوا وأثبتوا أن (الحق ما شهدت به الأعداء) ولو أن مصطلح الأعداء ليس في مكانه الحقيقي وسنستبدله بـ(المنافسين)
أيها الساحة الرياضية بكل من فيها وما فيها حين يثبت (الرجل الأول في النصر وصانع قراره الأهم ومعيده إلى سابق عصره وأوانه) بأن الهلال – غريم فريقه التقليدي وخصمه اللدود – (غير مجامل) من أحد وأنه مثله مثل غيره بل أقل من غيره في هذه المسألة تحديدا ولدي من الأدلة والبراهين والإثباتات ما يدعم القول بعكس من يعتمد على الجمل الإنشائية والعبارات المطاطية والأفكار المدلسة بل إنني أراهنهم جميعا على ذلك ولو كانوا يملكون الشجاعة الكافية لبرزوا أمامي ولقابلوا الحجة بالحجة
أقول حين يدحض الرجل (الخبير) والمطلع على أدق الأمور بل وتفاصيل التفاصيل توجهاتهم السقيمة ويفضح (كذبهم التاريخي) فإنه بذلك يثبت أمورا عديدة وجساماً فهو على الصعيد الشخصي يؤكد بأنه (رجل صادق ونزيه) في زمن انتشر فيه غثاء الكذب وحشف التضليل، بل إنه يبعث رسالة (تطمين) لجماهير فريقه عنوانها الأبرز (النصر عائد وبقوة)
والعودة هنا تعني أولاً خروجه من جلباب (الأصفر الآخر) ثم في الاهتمام بالفريق وعدم الركون لأسباب واهية – منها متابعة الهلال وتصيّد زلاته ومحاولة تضخيمها واللعب على وترها الحساس كعذر أولي للإخفاق وليستأنس بها الأنصار ويجعلوا منها مشجباً لوضعهم البائس – وحين يتخلص النصراويون الجدد وعلى رأسهم الأمير فيصل بن تركي من ترسبات (نسق أصفر ثقيل) فإنه بذلك يضع الفريق على جادة البطولات (فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)، بمعنى أن النصراويون بانشغالهم بالهلال لا يمكن أن يخدموا ويعملوا لفريقهم بما يتناسب وطموحه، وإن هم تعاملوا مع الهلال كبقية المنافسين فإنهم يقدرون النصر حق قدره ويهتمون به كما يهتم المحبوب بمحبوبه بصدق وشفافية وعليهم تقع مهمة إزالة عوالق (من كمال حب النصر شتم وتشويه الهلال) فالحب والكره لا يجتمعان لا يجتمعان واجتماعهما لأمر واحد يعني (علة مزمنة) على صاحبها أن يبحث عن الشفاء منها.
الهاء الرابعة
من سريتك عرفت إن الظلام
خيمة سهيل وديار الجدي
ليلة البرد ما أدفاني الثمام
وصلك أنت الدفا يا سيدي
ودي أرقد على ذراعك وأنام
وأنت تحكي ويدك في يدي