2010-10-27 | 18:00 مقالات

حط نفسك مكاني

مشاركة الخبر      

التاريخ كتاب مفتوح صاحب ذاكرة صلبة لا تعاني من فطور. – تأنيث الفعل يعود للذاكرة وليس التاريخ ولا الكتاب – وفيه (أي التاريخ الرياضي المحلي) فصل كبير وخاص بالاحتجاجات الصفراء المدوية البالغة في حدتها في بعض الأحيان الهبوط من المدرجات مصحوبا بشغب جماهيري بحجة أن الحكم ألغى هدفا بداعي التسلل لأحد الأصفرين ولصالح الهلال، مع أن كرة الهدف (خطأ للأزرق غير محتسب وما بني على باطل فهو باطل) وفيه وسم لنادي القرن بأنه نادي التحكيم. – مع أنه متسيّد القارة والعرب ومحليا بعدد البطولات، فهل يمتلك نفوذا على كل هؤلاء.. ومع أنه خرج من النسخة الآسيوية الأخيرة بأخطاء تحكيمية فادحة.. ومع ذلك لم ينشغل بها صناع قراره وركنوا للعقل والمنطق والتفوا حول إصلاح خلل فريقهم – وفيه وفيه العجب العجاب مما لا يستوعبه لافصل ولاكتاب.
آخر الشواهد سنتعامل معها تحت قاعدة (حط نفسك مكاني) وفيها سنتخيل أن النصر في لقاء (الديربي) كان الأفضل ووضع المباراة (على باب واحد)، ومع ذلك ينجح الهلال في إحراز الهدف الأول بعد خطأ مهاجمه على المدافع الأصفر في لقطتين متتاليتين.
وفي غمرة بحثه عن هدف التعادل يتحصل على جزائية واضحة وصريحة يغض الحكم النظر عنها، هذا عدا الأخطاء المؤثرة التي تحصل في منطقة الصندوق ولايتم الالتفات لها، وتنتهي المباراة بتعادل عادل رغم أنها كانت ستعيد (الخمسة التي غيرت الرمسة)..
حينها تتوقعوا أن النصراويين سيسكتون ويعتبرون الأمر طبيعياً، وهذه الأخطاء جزء من اللعبة وتنام بعدها العاصمة والساحة بهدوء تام وكأن شيئا لم يكن، أم أنهم سيقيمون (مناحات منظمة) فيها من (لطم الخدود ما الله به عليم).
لحظة التاريخ يقول (خلني ساكت ولاتحط أحد مكان أحد فقد خلق وفرق).. حينها احترمت رغبته وتركت الحرية لكم في تصوّر ماتريدون ولاتذهبوا بعيدا بخيالكم.

الهاء الرابعة
أريد من زمني ذا أن يبلغني
ما ليس يبلغه من نفسه الزمن