(مريض وميّت)
لم يجد النصر طريقة أسلم وأفضل لمصالحة جماهيره الغاضبة بعد المستويات السيئة والنتائج المخيبة للآمال خصوصا مع الفرق الصاعدة حديثا للأضواء وهي التي تمني النفس ببطولة تطفئ ظمأ (سنوات الضياع) السابقة، حيث لم يبق من شموخه سوى جماهير عاشقة ترفض السقوط وترغب في العودة للقمة ولو بـ(التصويت)، لدرجة أن أحدهم علّق باستفزاز يوما وقال : " لو أن البطولات تأتي بالتصويت لكان النصر بطلها الأوحد ومحتكرها الأبدي).
نعود لواقع النصر الحالي الذي وجد ضالته في الأهلي فهزمه بهدفين كانا قابلين للزيادة لو وفق (أبو...) في استثمار العديد من الفرص السانحة للتسجيل رغم أنه كان أبرز لاعبي فريقه والمباراة حركة وديناميكية، ولم يكن فوز النصر دليلاً على تعافيه أو قوته المطلقة ونفوذه على أجواء اللقاء، بل هو نتيجة مباشرة للضعف الأهلاوي العجيب والغريب، فهذا الفريق (حالة استثنائية) في كرة القدم المحلية، فلو أردت أن تصنفه من فئة الكبار لن تجانب الصواب (ورقيا)؛ حيث اللاعبين المهرة في كل المراكز والخطوط ثم في جهاز فني (محترف) ذي سجل أكاديمي محترم، ثم في إدارة تعمل وتخطئ ولكنها تجتهد لعلها تصل للعلة الحقيقية التي حيرت العقلاء وجعلتهم في ذهول تام.
ما الذي يحدث في الأهلي ؟
سؤال أصعب منه الإجابة عليه، وللدلالة على ذلك تخيلوا أن مدربا يشرك لاعبا من خط الوسط في عمق الدفاع ويخسر الفريق ويرحل المدرب غير مأسوف عليه، ثم يأتي مدرب آخر ويشرك أربعة مهاجمين دفعة واحدة ويخرج ظهيرا عصريا ويعيد مكانه لاعب وسط متقدم ويفرغ وسط الملعب تماما.. ويكون لاعبو الفريق المنافس (النصر) أنفسهم أمام طريق (هاي وي) لايوجد به موانع عبور ولا يتوقفون سوى في شبكة المسيليم، ومع ذلك لم يفعلوا لدواع سرها (الباتع) عند (أبو زنقة).. ومع ذلك أرجو ألا يغضب أحد من العنوان، فالنصر لم يكن في صحته الكاملة؛ والأهلي لم يقدر على الحراك؛ وكلا الفريقين بحاجة ماسة لقراءة واقعهما بتأن بعيدا عن الفوز والخسارة.
الهاء الرابعة
جرّيـت تنهيـدة .. ورى .. تنهـيـدة
ماقلت :( وش فيّه ؟) ولا (وش جاني ؟)
الآدمـي .. لا ضـاق مــن تقيـيـده
يبكي قهر .. مثـل البشـر ويْعانـي
مـا هـوب مقيـاس لـرداه .. وجيـده
الموت .. فـي كـل الأمـور .. الجانـي