(لاتقرب أمواجه)
لا أعرف كيف أبدأ .. ولا بم اسميها.
هي كل شيء إلا أن تكون كرة قدم، سموها احتفالاً بل ولربما عرساً أو اجعلوها (كرنفالاً) بل سموها ما تريدون، لكن رجائي الحار لا تطلقوا عليها (مباراة)، فهي في المنطق لم تكن كذلك، هي كانت أشبه بملحمة فن وإمتاع كان بطلها ومخرجها وكاتب السيناريو لها (الموج الأزرق)..
هل تعرفون من هو الموج الأزرق؟
أنا على يقين أننا لو أتينا بشخص حرم من نعمة (الحواس الخمس) وسجلوا اعتذاري عن نطق العدد خمسة، فليس لي معه أي إسقاط هذا الشخص المحروم الذي فقد نعم البصر والسمع وغيرهما.. لو سألته هل (تعرف) الموج الأزرق سيجيبك بنعم لقد كان مساء البارحة في (درة الملاعب).
وسأقول أنا إنهم حضروا مبكرا وحتى قبل أن يفتح الملعب أبوابه ومن كل بقاع الوطن، وإن كان لجمهور العاصمة الكلمة الأقوى، وهم أيضا لم يكتفوا بشرف الحضور بل ساهموا بشكل كبير في تسجيل ثلاثة أهداف وإضاعة كم هائل من الفرص السانحة، ثم إنهم أتعبوا لاعبي فريق الغرافة كثيرا لإصرارهم العجيب على بقاء رتم المباراة سريعا، فما أن تصل الكرة للاعب أزرق إلا وتجد هناك من يدفعه للتحرك للأمام وبسرعة، وما أن يقطع آخر الكرة حتى يجد الترحيب الذي يستحق بمكافأة فورية مما يجعله يحرص على تكرار فعله الجيد في انتظار الحصول على جائزة أخرى، وبإمكانكم أن تسألوا الغنام كيف فعل الترحيب به فعلته.. رغم أنه نزل نتيجة خسارة لاعب لو فقده منتخب رومانيا لاهتز مستواه.. حتى أصبح نجم المباراة الأول بلا منازع من وجهة نظري، وإن لم يجبكم الغنام فتوجهوا بالسؤال لرجل آخر يقف على يمينه متأخراً قليلا يسمى (نامي)، وكيف أنه أخطأ وأرسل كرة نحو الزاوية رغم عدم مضايقته ومع ذلك وجد الدعم فتحول لـ(ظهير طائر) يجوب الخاصرة اليمنى كـ(نهام) يجوب الخليج بحثا عن (لؤلؤة مكنونة)
ولم يكن ليحدث ذلك لولا توفيق الله أولا ثم هدير الموج الأزرق أو كما قال المبدع فارس عوض (اللي يخاف البحر لايقرب أمواجه).
وحتى لا أكون متناقضا فإنني أقول إن نجم العشب الأخضر (الغنام) وصاحب البطولة المطلقة هم جمهورعاشق هو الأول ويعشق كذلك الأول.. أو كما قال مشجع أزرق وأخذته منه حفظا لحقه الأدبي.
الهاء الرابعة
أغار عليك من قلبي وعيني ومنك ومن زمانك والمكان
ولو أني جعلتك في عيوني إلى يوم القيامة ما كفاني