عوافي... ياوطن
الوطن كلمة سامية لايمكن أن تختزل في كرة قدم أو في غيرها من (المسليات)، فمن يتمنى خسارة فريق محلي من فريق خارجي فهذا شأنه وعاطفته ولا يمكن أن يجرد من الوطنية لأجل ذلك، أما من يعمل على هذه الخسارة بشيء من المكر والخديعة فذاك إجراء لايقدم عليه إلا من يعاني في داخله علة مزمنة أو عقدة نقص مركبة.
هاهم أبطال العالم في (الامتيازات) الخاصة يعودون لأرض الوطن رافعين الهامات محاطة أعناقهم بالذهب بعد أن ارتفعت على الجميع وقد قادتهم (امتيازاتهم) الخاصة لنبذ الشعور بالنقص أمام المنتخبات الأوروبية وتخلصوا من (عقدة الخواجة)، وللأمانة فإقامة حفل استقبال كبير وضخم هو أقل ما يمكن أن يقدم لهم في انتظار أن يكرموا ماديا سواء من الجهات الرسمية أو من القطاع الخاص النهم في استثمار ثروات الوطن والمتقاعس حد الكسل في التفاعل مع مجتمعه ومنجزاته.
وهاهو (زعيم القرن) يستعد لخوض غمار دور الثمانية من دوري المحترفين الآسيوي أمام المتطور والمتحفز (الغرافة القطري) هذا المساء على (درة الملاعب) وهو حاليا لا يعاني من نقص حتى ولو لم تضم قائمته الأساسية النجمين (عزيز والمرح) باعتبار أن النقص الحقيقي لو أن مدرجات الملعب لم تملئ بالجماهير فهم عماد الفريق ونقطة ارتكازه وبعد عملية (التعبئة الجماهيرية) إن وجدت فراغات في المدرجات فإنها ستنعكس على المعشب الأخضر وسيعاني ملعب الفريق من فراغات حسية ومعنوية.
وفي الهلال (خاصية غريبة) فغياب أي لاعب يمكن أن يعوض بلاعب آخر ولكن غياب الجمهور لا يعوض ولا تحضر متعة الفريق وانتصاراته المدوية إلا مع المؤازرة الجماهيرية، ولاحظوا إنني هنا قلت (المؤازرة) ولم أقل الحضور والفرق بينهما واضح وجلي، ويكفي أن تعلموا أن أولى بشائر الانتصار ستكون قبل اللقاء.. وفي المدرجات تحديدا
في أقصى القارة يخوض ممثل كرة الوطن (الشباب) مباراة أخرى لاتقل أهمية عن مواجهة الزعيم، وفيها يطمع أبناء الليث الأبيض للخروج بأقل الأضرار، فالتعادل مثلا سيكون محفزا كبيرا لهم وهي فرصة سانحة للنهوض من كبوة البداية المتعثرة محليا في انتظار أن يعودوا لأرض الوطن محملين بالنقاط الثلاث – إن شاء الله –
بقي أن نشير بأن مبادرات أندية الوطن في الوقوف مع ممثل الوطن لها صدى جميل ووقع أجمل ويحق لنا أن نتغنى بها ونقول (عوافي يا وطن)
الهاء الرابعة
يآلِيـتْ مَنْ هُو بَآلَهْ آلْيُومْ مَرْتـَـآحْ..
نُومَه هَنِيْ يَرْقَدْ وَعِينه قَرِيْرَه
مثل الطفل لاطاح في مرقده طاح
لا شاغله همه ولا هم غيره
باب يجيب الهم صكه وترتاح
خله بديرة وأنت خلك بديرة