ذكريات رمضانية للقادسية
قبل سنوات طويلة خلت كنت فيها يافعا لم تغز ملامحي علامات الشيخوخة المبكرة.. كنت في زيارة مع أهلي للمنطقة الشرقية وقضينا بها شهر رمضان.. وبجوار نادي القادسية كان مسكن أخي الذي جئنا لأجله.
في الليل كنت أذهب مشيا على الأقدام لمقر النادي لقضاء وقت ممتع في متابعة فعاليات مهرجان القادسية الرمضاني المتنوع بين الأنشطة الثقافية والرياضية.. ومنذ ذلك اليوم والمهرجان له صورة ناصعة راسخة في مخيلتي.
يوم الخميس الماضي عدت بعد أكثر من عشرين عاما لنفس المقر وذات الصالة التي لم تعرفني حين دلفت إليها يدفعني الحنين وتثقل خطواتي السنوات الطوال، وقد اختلف القادم عن حضوره الأول فحينها كنت صغيرا ونشيطا أما الآن فالصورة قد اختلفت تماما ويكفي أنها جاءت بعد دعوة كريمة من الصديق الجديد عبد الله الهزاع رئيس النادي لإقامة محاضرة بعنوان (الإعلام الرياضي ما له وما عليه) وبحضور ورعاية من الأمير فيصل بن فهد رئيس هيئة أعضاء الشرف بالنادي والذي ساهم مساهمة فعالة في الارتقاء بالفريق الكروي حتى أصبح بعد الجولة الرابعة منافساً في الصفوف الأمامية.
بعد المحاضرة تشرفت بالحصول على العضوية الشرفية لنادي القادسية – انتظر صدور البطاقة لأبدأ في التدخل الفوري.. فهم لم يشاوروني في قرار الإبقاء على المدرب ولا في نوعية اختيار الأجانب ولا حتى اللاعبين المحليين شأني في ذلك شأن بعض أعضاء الشرف الموزعين على الأندية.. فهم لا يدعمون ولا يتركون فرقهم تستقر وتعمل في هدوء وسكينة فهم وعلى قول المثل الشعبي: (لاخير ولاكفاية شر).
في اليومين اللذين قضيتهما في المنطقة الشرقية لقيت حفاوة من أبناء قادس هي غير مستغربة عليهم، واطلعت عن كثب عن كيفية إدارة القادسية بوجود الرجلين الأبرز الأمير المثالي فيصل والرئيس الخلوق الهزاع.
وللأمانة لاخوف على الفريق في ظل وجود هذين الرجلين.. فهما يعملان بجد ومثابرة وبحرص كبير على أن يكون في الصفوف الأمامية.
الهاء الرابعة
الحياة كالوردة..
كل ورقة خيال..
وكل شوكة حقيقة