2010-08-22 | 18:00 مقالات

(لله يا محسنين)

مشاركة الخبر      

يحكى أن حكماً سعودياً ضمن الحكام المعتمدين لدى لجنة الحكام الرئيسية قدر الله عليه ودخل هذا العمل منذ سنوات، وقد كانت في معظمها (عجاف) حيث المكافآت الزهيدة التي لا تحضر وإن حضرت فبكثير من المنة، وحين تطورت الأمور – تطور شكلي – باتت هيئة دوري زين تتعامل معهم بذات الطريقة، حيث إن مستحقاتهم يستلمونها من الأندية المستضيفة وهنا تبدأ الأمزجة، فإن كان الفريق فائزاً ورئيسه (رائقاً) جاءت الأتعاب، وإن كان العكس فليهيئ نفسه لمزيد من الإذلال والانتظار، هذا إذا لم يرتكب أخطاء مؤثرة أدت للخسارة، وإن كان ارتكبها فالويل والثبور له، وأحياناً لمن أحضره وهنا أقصد (سائق الأجرة) وإن كان بين رئيس النادي المكلف بتسديد الأموال مشكلة أو شد وجذب وبين أحد المسؤولين في اتحاد كرة القدم فإنه لن يجد أفضل من الحكام وسيلة (لفش خلقه).
وحين كثرت أخطاؤهم وتذمر مسؤولو الأندية والإعلاميون منهم وكذلك الجماهير كنتاج طبيعي لحالة الإهمال والإحباط التي يعيشونها منذ الأزل وتوجهت الأنظار نحو الحكم الأجنبي زادت حرقتهم، فقد أبعدوا عن المواجهات المهمة ثم شاهدوا الفرق بين التعامل معهم ومع الخواجات.. وإليكم هذه القصة الواقعية يقول أحدهم كنت يوماً حكماً رابعاً في مباراة مهمة مع ثلاثة حكام أجانب وحين حضرنا للملعب اكتشف الحكام أنه لا توجد إلا أربع (مناشف) لكل حكم واحدة، فرفضوا إجراء الإحماءات حتى يتم توفير مناشف أخرى فهم سيستحمون بعد المباراة مباشرة ويتوجهون للمطار للعودة لبلادهم، وحين علم بالأمر أحد المسؤولين توجه بنفسه إلى أحد الفنادق الفخمة وأحضر (ثلاث مناشف).. لاحظوا كم العدد؟ بمعنى أنه لم يعتبر الحكم المحلي ذا أهمية.
ويحق لي أن أتساءل لو كان الحكم الرابع أجنبيا هل ستحضر منشفة رابعة أم لا؟ ومع أن سؤالي معروف الجواب عليه سلفاً إلا أنني أحببت أن أضعكم في الصورة فقط.
ثم تخيلوا أن حكماً سعودياً دولياً يعطى مكافأة لا تتجاوز ألفاً وخمسمئة ريال وتذكرة فقط ثم يكلف لإدارة مباراة في غير مدينته ويضطر للسكن هناك ربما لأكثر من يوم كم من المبالغ سيصرف سواء في التنقلات والسكن والمعيشة؟.. وكم سيدخر؟ هذا إذا أتت في وقتها.
في حين أن الحكم الأوروبي يعطى ثلاثة آلاف دولار مع تذاكر درجة أولى مع سكن فاخر.
وبين الصورتين لا نملك إلا أن نقول على لسانهم (لله يا محسنين).. ولنا تكملة قريبة في هذا الموضوع -إن شاء الله-.
 الهاء الرابعة
بكيت على الشباب بدمع عيني
فلم يغني البكاء ولا النحيب
فيا أسفا أسفت على شباب
نعاه الشيب و الرأس خضيب